حروب الأكراد لرسم خريطة النفوذ العسكري والسياسي بسوريا

رسم النزاع السوري خريطة نفوذ سياسية وعسكرية للقوات الكردية، التي تسعى حاليا لطرد القوات الحكومية من آخر معاقلها في مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، في خطوة جديدة من مشروعها الرامي للسيطرة على معظم الشريط الحدودي مع تركيا.

وتسيطر القوات الكردية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، التي تعتبره تركيا جماعة إرهابية، على نحو 600 كلم من الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، من ضفة نهر دجلة الغربية وصولا إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وفي طريقها للسيطرة على المناطق الواقعة ضمن هذا الشريط، وفي عمق الأراضي السورية في محافظتي حلب والحسكة، قاتلت القوات الكردية على أكثر من جبهة ومحور، فواجهت تنظيم داعش المتشدد وفصائل من المعارضة المسلحة والقوات الحكومية.

ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ”سكاي نيوز عربية” إن القوات الكردية كانت طيلة السنوات الماضية تتحاشى خوض مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، باستثناء بعض الاشتباكات “الخجولة والمتقطعة”، إلا أن الأمر اختلف خلال الأيام الماضية.

فالمعارك بين الطرفين مستمرة، وبوتيرة عنيفة، منذ أكثر من 6 أيام في الحسكة التي يتقاسم الأكراد وقوات النظام السيطرة عليها منذ سنوات، غير أن القوات الكردية قررت أخيرا انتزاع السيطرة على كامل المدينة، وهو ما بات على وشك أن يتحقق، حسب ما تشير المعطيات الميدانية.

وشنت القوات الكردية، الاثنين، هجوما ضاريا على حي النشوة الشرقية جنوب المدينة، قرب مجمع أمني يقع على مقربة من مكتب المحافظ، التي تعد آخر مناطق سيطرة القوات الحكومية على المدينة، عاصمة محافظة الحسكة، المحاذية شمالا للحدود التركية وشرقا للعراق.

وتعد هذه المواجهات الأعنف منذ 5 سنوات بين القوات الحكومية والقوات الكردية، التي تسعى، وفق مدير المرصد، إلى توسيع نطاق سيطرتها على الشريط الحدودي من الضفة الغربية لنهر دجلة، إلى ريف حلب الغربي على الحدود مع لواء الإسكندورن.

ولتحقيق هدفها، أنهت وحدات حماية الشعب شهر العسل مع القوات الحكومية، بعدما كانت قد خاضت خلال السنوات الماضية مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة على أكثر من جبهة، لاسيما في رأس العين ومطار منغ بريف حلب، وعلى الأطراف الشمالية الغربية من المدينة.

وبالتوازي مع المواجهات مع المعارضة، اشتبكت وحدات حماية الشعب مع داعش في ريف الحسكة وتل حنيف والشدادي وتل أبيض وغيرها من المناطق، إلا أن المعركة الأبرز كانت دحر التنظيم المتطرق من مدينة كوباني في ريف حلب مطلع العام الماضي، وذلك بدعم من التحالف الدولي.

وبعد أكثر من عام على تحرير المدينة الواقعة على الحدود التركية، ساهمت وحدات حماية الشعب، تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية، في تحرير أكثر من 80 في المئة من مدينة منبج بريف حلب، أيضا بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الأمر الذي صعّد من مخاوف أنقرة.

ويبدو أن مخاوف أنقرة تقاطعت مع هواجس طهران ودمشق، بعد تمدد الأكراد الذين باتوا يسيطرون على ثلاث مناطق منفصلة شمالي سوريا على الشريط الحدودي مع تركيا، تتركز شمال محافظة الحسكة وشمال شرقي محافظة حلب وشمال غربها.

وكان الأكراد أعلنوا في مارس الماضي النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم شمالي سوريا، بعدما وسعوا رقعة انتشارهم، سواء بالقتال، أو مستغلين انسحاب القوات الحكومية تدريجيا من المدن والبلدات ذات الغالبية الكردية.

سكاي نيوز عربية

Next Post

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist