ستةً وعشرون ربيعاً والكثير من الخذلان، هكذا تبدو فاطمة بعد تعرضها لصدمات في حياتها خسرت على إثرها الكثير، حيث تركت دراستها الجامعية في سنة التخرج لتتزوج وتنتقل إلى تركيا لوحدها ولكن بعد هذه التضحية بدراستها تركها زوجها وحيدة في بلاد الغربة.
هل كان تدمير #مخيم_اليرموك ( #فلسطين ) مقصودا لتغيير هويته؟
تحكي فاطمة قصتها وتغص بدمعاتها: “كنت أدرس في جامعتي مع صديقاتي وأحضر مشروع تخرجي الذي لم يبق للحصول عليه سوى القليل، لكن دراستي لم تكتمل، بعد أن قدم شاب لخطبتي، وموافقة أهلي على زواجي”.
ترددت فاطمة كثيراً أول أيام عرض الزواج عليها، فخوفها على دراستها وشغفها للحصول على الشهادة كان كبيراً
“عرضوا عليي فكرة الزواج في البداية كنت أفكر بأن أكمل دراستي وأتخرج، ولكن كلام أهلي وصديقاتي أنه شاب خلوق وفرصة لا تعوض جعلني أفكر بجدية أكبر، حتى أدليت بموافقتي لوالدي، وتمت الخطبة على ذلك الشاب”.
عاشت فاطمة مع خطيبها فترة الخطبة بأحلام وردية، تخطط لحياتها ومستقبلها صحبة خطيبها، وتعيش لحظات طويلة بالحديث معه، لأنها لم تره قط بسبب سكنه في تركيا.
“بدأ بتقليب عقلي لأترك الدراسة، ومع انقطاع الطريق إلى الجامعة ساء الأمر أكثر، ولكنه كان يعطيني العهود بمساعدتي بإكمال الدراسة في تركيا حتى رضخت للأمر الواقع وقبلت أن أترك الجامعة وأسافر إلى تركيا لأعيش حياةً جديدة هناك”.
تودع فاطمة كتبها والأوراق، وتدفن أحلامها بين حروف المحاضرات الجامعية، ليكون ذلك الوداع جرحاً نازفاً في ذاكرتها مدى الحياة، فهي تودع حلماً رسمت طريقه خطوة خطوة حتى قبل جني ثمره بقليل.
“خاطرت بروحي حتى دخلت الأراضي التركية، بعد محاولات عديدة وطريق طويل، لأني لم يسمح لي الدخول من المعبر النظامي، استقبلني خطيبي أحمد بكل حب وشوق، لكن عائلته وأمه لم يتقبلوا وجودي منذ الدقيقة الأولى”.
عانت الكثير فاطمة من القهر منذ أولى فترات زواجها، حيث سكنت مع عائلة أحمد، ولم تتقبل أمه وجودها، ولطالما حثته على تركها والزواج بأخرى.
تروي فاطمة قليلاً مما عانته ” مع أيام الزواج الأولى، حدثت الكثير من المشاحنات والمشاكل بيني وبين أم أحمد، لأدرك تماماً أن المكان ليس مكاني ولا مرحب بي بينهم، لكن انصياعه خلف كلام أمه زاد الأمر تعقيداً”.
وبعد ثلاثة أشهر من الزفاف، بدأ أحمد لعبته الأخيرة على فاطمة، مستعينا بوالدته التي لطالما ملأت رأسه أفكاراً ضد زوجته، “بدأ يكلمني عن سوء المعيشة، وأنه يطمح لتحسينها من خلال سفره للعمل في اليونان، مستغلاً عدم تثبيت زواجنا في محكمة رسمية، أخذ مصاغي الذهبي وتركني عند أختي ليذهب إلى اليونان حسب زعمه، لكنه ليس كذلك، فعلمت بعد أيام من التعب على فراقه أنه لازال في منزل أهله، موهماً إياي أنه في اليونان”.
هنا انهارت فاطمة وفقدت وعيها من شدة الصدمة، لم تكد تصدق ما تسمع، “أيعقل هذا الذي يحدث!! هذا من حاربت حلمي لأجله يتركني وحيدةً ويخدعني بالسفر!! بعد صبري على بهتان وزور أمه لأشهر يتركني مرميةً عند اختي ويذهب ليعيش مع أمه!!
وما النهاية؟؟
“طلقني عندما كشفته على حقيقته، مضيعاً حقوقي وتاركاً من أعطته ثقتها مكسورةً حزينة في بلاد الغربة”.
تروي فاطمة قصتها التي عاشتها الكثير من مثيلاتها، قصص الظلم والقهر في مجتمعاتنا، ممن يتعرضن للعنف الأسري والقهر بعد الزواج، فالخسارة كبيرة لتلك النساء ضمن مجتمع بات الكثير منه لا يحمل في قلبه الرحمة، ولا يتبع قول الرسول الأعظم “رفقاً بالقوارير”.
بقلم : ريم مصطفى
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع