فاقم انقطاع الدعم عن المشافي والمراكز الصحية في محافظة إدلب منذ شهور معاناة الأهالي، بما فيهم المهجرين، للحصول على أبسط خدمات الرعاية الصحية.
أربعون ألف شخص يقبعون قرب الشريط مع تركيا يتلقون الرعاية من المركز الصحي
كغيره من المراكز الصحية في ريف إدلب، باتت غرف المركز الصحي ببلدة “عزمارين” المحاذية لنهر العاصي، قرب الشريط الحدودي، خالية من المراجعين بعد أسابيع من توقف دعم المركز، الذي يقدم الرعاية للآلاف من الأهالي، ضمن المنطقة التي تستقطب أكثر من ٣٠ ألف شخص، بينهم آلاف المهجرين الفارين من منازلهم خلال الحملة العسكرية عام 2٠١٩ .
أشار أمين غندور مسؤول المستوصف في تصريح لمراسلنا رغم ضعف الإمكانيات، وانقطاع الدعم عن المركز من بداية العام، لاتزال أبوابه لليوم مفتوحة من العاملين بشكل تطوعي لاستقبال مرضى النسائية والأطفال، بمحاولة التخفيف عن الاهالي.
وبيّن أن قرابة ٣٥٠٠ إلى ٤٠٠٠ آلاف شخص شهرياً كانوا يقصدون أقسامه لحالات الإسعاف ” المخبر، صيدلية، النسائية، والأطفال” ولأخذ لقاح كورونا، عدا عن ١٥٠ مصاب بأمراض مزمنة يتلقون الأدوية مجاناً من خلال مشروع الدعم المقدم من منظمة SDR، قبل تفاقم وضع المنظمات الدولية ووقف دعمها لأكثر من ١٨ مشفى في المحرر من أيلول وتشرين الأول الماضيين، من جهود الرعاية التي باتت تقتصر بحسب قوله على جلسات علاجية للأطفال على مدى يومين من كل أسبوع الأحد والأربعاء ولمرضى النسائية.
قاطعين المسافات يواصل المتطوعون المهمة على نفقتهم
يواصل المتطوعون بحسب المسؤول عملهم بالمركز على نفقتهم الخاصة، قاطعين البعض منهم عشرات الكيلومترات للوصول، منهم محمد عبد الملك، مهجر من حمص، يعمل ممرض في قسم الإسعاف، يأتي في الأسبوع مرتين من مخيمات بلدة أطمة على أمل استئناف الدعم، ومثله قمر الأفندي القادمة من كفر تخاريم، وجمانة الحسيني التي تأتي من سلقين، ومثلهما الدكتورة فاتنة من دركوش ودكتورة الأطفال رماح من سلقين.
من أصل ٤٠ عاملاً وموظفاً كانوا يعملون ويحصلون على راتب شهري لهم ولأسرهم، قبل أن تضطر أم أسعد، مرشدة نفسية بالمركز مهجرة من ريف حماة، إلى ترك وظيفتها والمغادرة مع زوجها وأسرتها إلى خيمتهم في مخيم عقربات، بعد عجزهم عن تسديد كلف استئجار المنزل بـ 50 دولاراً بعد توقف الدعم.
يضيف اضطررنا للاستعانة بسحب شريط كهرباء من فرن الخبز، الملاصق للمستوصف لإيصالها لأكثر من ١٠ ساعات يومياً لعمل الأجهزة الطبية والمعدات، وتسهيل الحصول على الرعاية للمراجعين للتخفيف من كلف إجرائها في بقية المناطق، رغم الوعود المتكررة التي تلقوها لاستئناف الدعم من أكثر من جهة ضمنها منظمة h .
في ظل تردي الوضع الصحي يخشى الأهالي تفشي كورونا على طابور الخبز
ومع مشاهد تجمع مئات الأشخاص من ساعات الصباح الباكر على طابور الخبز، أمام الفرن، يخشى أبو أحمد من بيت مرجان، تفشي فيروس كورونا ومتحور أوميكرون، الذي بدأ مؤخراً وبحسب صحة إدلب الانتشار مع سرعة الإصابة، مشيراً أنه بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على توزيع الخبز المدعوم، يعجز المسؤولون عن التوزيع عن إيجاد آلية لإيصال الدعم، والتخفيف من المعاناة التي تصل لحد المشاجرة والعراك، للحصول على خبز مدعوم قبل نفادها ضمن المدة المحددة من الساعة ٧ لـ الساعة ٨ فقط.
هذا وتتوالى معاناة الأهالي لتلقي الرعاية الصحية في مشافي إدلب وريف حلب، منذ أسابيع بعد توقف دعم ١٨ مشفىً، وخروجها عن الخدمة، بسبب انقطاع الدعم، رغم تفشي جائحة كورونا، وتردي الحالة الصحية للأهالي بخاصة في مخيمات النزوح، بسبب استخدام وسائل بدائية في التدفئة.
تقرير خبري / نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع