في إدلب كل شيء يمكن أن يتحول لسكن أو مخيم، ربما يكون مغارة أو منطقة أثرية أو كما في قصتنا معمل قديم و مهمل لتكرير الزيت، حيث أن ١٣٠ عائلة تقريبا حولت هذا المكان الغير صالح للسكن، لمخيم يتم الاستفادة من بعض جدرانة المتهاوية أو أسقفة المتداعية.
معظم هؤلاء نزحوا خلال الشهور الماضية من مناطق ريف حلب الجنوبية و ريف إدلب الشرقية، إذا أن إرادة الحياة و حق العيش هي أمر لا مناص منه من أجل مقارعة الواقع.
التقينا مع ” سمير الشيخ ” .. أحد قاطني المخيم وهو نازح من بلدة طعوم في ريف ادلب الشرقي، تكلم عن المعاناة الكبيرة لسكان المخيم و عن إجراءات شكلية لبعض المنظمات فيما يخص كورونا، اقتصرت على التعقيم ولا شيء آخر، حيث قال ” جاءت بعض الفرق و وزعت بعض المعقمات والكمامات و لم يقدموا حلول للتكدس والصرف الصحي وغيرها “.
لو تجولت في زوايا المخيم المهمش لصادفتك الكثير من القصص المؤلمة والتي تروي مرارة النزوح والتشرد، فها هي الحاجة ” عمشة قدور ” الأرملة المهجرة من ريف حلب الجنوبي، تروي بحرقة فقرها وعوزها وضعف الدعم في المخيم بعد أن اضطرت للنزوح مع بناتها بعد قصف قريتهم من قبل النظام السوري.
قالت لنا الحاجة عمشة ” أنا لم أحصل على أي دعم منذ شهرين باستثناء بعض البطانيات ولا شي آخر، أين المنظمات و أين الداعمين، نحن مهجرون من بيوتنا وقرانا ولا معيل لنا “.
أما الطفل طارق الحبوب الذي اضطر لترك مدرسته في ريف إدلب والقدوم مع ما بقي من أسرته إلى هذا المخيم، يتكلم عن شوقه للمدرسة بعد اضطراره للبحث عن عمل ليعيل أسرته هنا.
حيث قال ” أنا لم أعد أعرف كيف أكتب أو اقرأ، فقد تركت المدرسة منذ زمن ولا أمل بعودتي لها “.
المخيم يحوي حوالي ١٣٠ عائلة ولكن عدد الخيام الموجودة فيه لا تزيد عن ٦٠، بحيث تضطر كل أسرتين أو ثلاثة لمشاركة خيمة واحدة، و هذا بسبب ضعف الدعم وعدم التفات المنظمات لهم أو تقديم أي دعم ملموس.
لا تنتهي معاناه قاطني المخيم، فأين ما تجولت في ارجائه، تجد مياة الصرف الصحي والأوساخ وعدم الاهتمام بالنظافة، وسط مخاوف متزايدة من كورنا و انتشاره في إدلب بشكل عام والمخيم بشكل خاص.
بقلم : ضياء عسود
المركز الصحفي السوري