قال المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا إن مفاوضات جنيف-8 لم تناقش مصير الرئاسة في سوريا، بينما حصلت الجزيرة على وثيقة تتضمن ردود وفد المعارضة السورية على ورقة المبادئ العامة التي وضعها دي ميستورا.
وقال المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي مساء الخميس إنه عقد اجتماعات متزامنة غير مباشرة مع وفدي المعارضة والنظام السوري خلال اليومين الماضيين، لم تناقش مصير الرئاسة في سوريا. وأعلن أن هذه الجولة من المفاوضات ستتواصل حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وقدم الوفدان خلال هذه اللقاءات المنفصلة ردودهما على ورقة المبادئ العامة للحل السياسي في سوريا، التي وضعها دي ميستورا.
وقدمت المعارضة ردها في وثيقة من 12 نقطة، حصلت الجزيرة على نسخة منها، وجاء فيها أن “الشعب يقرر وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية عن طريق صندوق الاقتراع”.
كما نصت الوثيقة على أن تلتزم الدولة بالوحدة الوطنية واللامركزية الإدارية على أساس التنمية الشاملة، وأن يكفل الدستور إصلاح الجيش السوري ليكون جيشا وطنيا واحدا ملتزما الحياد السياسي.
وأشار البند الثامن في الوثيقة إلى أنه لن يسمح بالتمييز دستوريا ضد أي مجموعة عرقية أو دينية أو ثقافية، وأن الدستور يجب أن يضمن الحقوق القومية لكل المكونات من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وغيرهم.
تعديلات دي ميستورا
وعلم مراسل الجزيرة في جنيف أن دي ميستورا عاود تسليم المعارضة ورقة معدلة لنقاشها، شطب فيها ذلك البند الثامن من ورقة المعارضة الذي يتعلق بالقوميات في سوريا.
وذكر المراسل أن المبعوث الأممي أضاف عبارة الجمهورية العربية السورية إلى جانب عبارة الجمهورية السورية عند ذكرها في كل مرة في الورقة، كما استبدل تعبير اللامركزية الإدارية بتعبير الإدارات المحلية.
وقد صرح دي ميستورا في مؤتمره الصحفي مساء الخميس بأن أجندة المفاوضات خلال الأسبوعين المقبلين ستركز على “العملية الدستورية والانتخابات التي ستشرف عليها الأمم المتحدة“. وأضاف “لقد تحدثنا أيضا عن قواعد اللعبة، وأعدنا التأكيد على عدم وضع شروط مسبقة”.
وأوضح أن اللقاءات التي عقدت حتى الآن لم تناقش موضوع الرئاسة، في إشارة -على ما يبدو- إلى مطالبة المعارضة برحيل الرئيس بشار الأسد في بداية مرحلة انتقالية محتملة بسوريا.
وفد المعارضة قدم رده على ورقة المبادئ العامة التي وضعها دي ميستورا (رويترز) |
وقال دي ميستورا إن وفد النظام سيعود إلى دمشق للتشاور، وإن الاجتماعات ستستأنف الثلاثاء القادم.
وتحدث عما اعتبره تقدما إجرائيا في الجولة الحالية من خلال إجراء لقاءات متزامنة بين وفدي النظام والمعارضة، مشيرا إلى تواجدهما في قاعتين متلاصقتين تبعد الواحدة عن الأخرى خمسة أمتار.
وكانت تقارير قد أفادت في بداية الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بأن وفد النظام السوري رفض طلب المعارضة إجراء مفاوضات مباشرة. وقد أكد نصر الحريري رئيس وفد المعارضة المنبثق عن مؤتمر “الرياض-2” على ضرورة رحيل الأسد.
وكان وفد المعارضة السابق قد رفض الخوض في مناقشة ورقة المبادئ العامة قبل تلقيه ضمانات من دي ميستورا بأن لا تشكل هذه الورقة مرجعية جديدة للمفاوضات تكون أقوى من كل القرارات الدولية التي صدرت وتتعلق بالانتقال السياسي في سوريا.
المصدر : الجزيرة + وكالات