المركز الصحفي السوري – د. محمد مرعي مرعي
لا أحد في العالم يتخيل أن تتحول مدارس ثانوية وإعدادية إلى فروع مخابرات إلا في سوريا ( سلطة عائلة الأسد ) ، وتم ذلك فعليا في جسر الشغور وغيرها من المدن السورية ، وأذكر أن المدرسة الثانوية التي تخرجت فيها عام 1975 في جسر الشغور تحولت مع مدرسة إعدادية بجوارها إلى مفرزتين واحدة للأمن العسكري والأخرى للأمن السياسي ، إضافة الى أن جسر الشغور وريفها البطل عانى من كافة أشكال الاجرام عام 1980 حين تم اجتياحها وقتل 200 شخص من أبنائها ودفن بعضهم أحياء في حفرة جماعية قرب معمل السكر الذي يتلقى ضربات الثوار حاليا بغية تحريره وتم سحل بعضهم الآخر في شوارع المدينة حتى فاضت أرواحهم إلى بارئها ، وطال ريف المدينة ممارسات الاجرام الأخرى وأذكر منها في بلدة الحمامة مسقط رأسي حيث تفاجأنا يوم 8 آذار عام 1980 بتطويق البلدة من كتيبة مجرمين الوحدات الخاصة يرأسها المجرم المقبور هاشم معلا وجمع كل ذكور البلدة في ساحتها العامة واستمر عناصره في قتل مجموعة من رجالها لمدة 3 ساعات متواصلة أمام أعين أهالي البلدة حتى سالت الدماء من تحت أقدامهم ، وحصل الأمر نفسه في بقية قرى المدينة وفي أحيائها . نعم لن تنسى جسر الشغور ما عانته من جرائم وطغيان سلطة آل الأسد وشبيحتهم كونها ممرا اجباريا لهم حين سفرات تشبيحهم وتهريبهم بين حلب واللاذقية وذهب ضحية أفعالهم الاجرامية مئات من أهالي منطقة الجسر . ويعرف كل عاقل أن أفعال الجريمة لا تموت بالتقادم وعلى مدى الايام إلا بعد تطبيق العدالة الانتقالية ، بل وتتناقل الذاكرة الشفوية والشعبية مآسي الأجداد والآباء إلى الأبناء والأحفاد ، وحصلت أولى أفعال انعكاس الذاكرة الشفوية الجسرية عام 2011 حين قام المجرم ابو يعرب من القرداحة ورئيس مفرزة الأمن العسكري في المدينة بقتل العناصر السنية في مفرزته بعد أن تظاهر أبناء المدينة وريفها ضد السلطة الاجرامية فما كان من أحفاد ضحايا المدينة عام 1980 إلا الهجوم على تلك المفرزة ودارت معركة حامية ذهب ضحيتها كافة العناصر الطائفية الاجرامية من المفرزة الذين قتلوا أبناء المدينة قبل عدة أيام من ذلك التاريخ وقتلوا زملائهم من أبناء الأغلبية السنية في مفرزتهم لكونهم من مكون سوري آخر . نعم لن ينسى أبناء جسر الشغور وبعد مضي 35 عاما ، ولم تستفد سلطة آل الأسد ومرتزقتها وشبيحتها وأسيادها من المجوس الشيعة ومافيات روسيا ،من كافة تجارب العالم وشعوبها الذين يتناقلون عبر ذاكرتهم الشفوية ما حل بأجدادهم وبآبائهم من قتل وجرائم وطغيان ، وها هم أبناء جسر الشغور بعون أخوتهم من أبناء المحافظات الأخرى ، يعيدون دروس التاريخ ويسترجعون بلدهم وترابها ، ويستحضرون أرواح أجدادهم وآبائهم الذين فتكت بهم سلطة أل الأسد ، ويقولون بالصوت العالي المرفق برصاص العزة والحرية والكرامة : انتهى عصر الجريمة والطغيان والنهب ، ويستطيع أبناء جسر الشغور فرض وجودهم على أرضهم وتحريرها من رجس الاحتلال الأسدي والمجوسي . وبدأت بشائر النصر وستمتد إلى بقية التراب السوري للخلاص من ذلك السرطان الطائفي المغلف بديانة الرجس المجوسية الشيعية . أعرف من هم أبناء جسر الشغور على مدى التاريخ ، واليوم يفرحون بنصرهم على سلطات الاحتلال والطغيان بكل فخر واعتزاز وبطولات مشرفة . وفقكم الله ورعاكم وحماكم مع أخوتكم.