المركز الصحفي السوري – محمد الخطيب
في جريمة لم يسبق لها مثيل على الساحة السورية وذالك بمدينة منبج ريف حلب الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة ، حيث أقدم المدعو ( خالد العوني) على قتل فلذة كبده وصلة رحمه ومن حوله بتاريخ ٢٠١٥/٤/١٦ فجراً . دخل بيته وأقدم على مجزرة بحق أولاده الستة أربعة بنات وولدين وزوجته وأخته التي كانت في المنزل متخذاً السكين أداة لتنفيذ مجزرته ، ثم اتجه فوراً لبيت والديه ويكمل الفاجعة بنفس الإسلوب بحق أمه وأبيه وزوجة أبيه الثانية ، ثم اتجه إلى تنظيم الدولة ليخبرهم بما فعل دون أي ندم ، وفي محاولة لمعرفة تفاصيل القضية.
أتصلت مع أبناء المدينة والمقربين من العائلة أحمد محمد معارضاً مقيم في تركيا وقال أن الشاب من مواليد ١٩٧٨ يعمل بائع خضار وحالته المادية سيئة وأنه يعاني من أمراض نفسية كان سببها أعتقاله لدى النظام السوري بين عام ٢٠٠٨ -٢٠٠٩ بتهم سياسية ،حيث أنه خرج من السجن مختلاً عقلياً وقالو أنه منذ سبعة أشهر قام تنظيم الدولة بقتل أبن أخته البالغ من العمر خمسة عشرة عاماً وصلبه ثلاثة أيام بتهمة أغتصاب إمرأة يزيد عمرها عن ٤٠ عام.
وفي محادثة مع طبيب الأمراض العصبية الذي كان يرعى حالته ، فقال أن الرجل مريضاً بفصام الشخصية ولكنه في الفترة الأخيرة أجهظ في المعالجة وأخذ الدواء اللازم وذالك بسبب وضعه المادي ، وأضاف الطبيب أن هذا النوع من المرضى هم أشخاص يظنون أنفسهم مستهدفين من أقرب الناس لهم ويشكون أنهم يدبرون لهم المكائد ويحتاجون لعلاج كل العمر ودراية دائمة وقد أغلق مشفى الأمراض العقلية منذ خروج عناصر النظام ولا يوجد أحد يرعى حالة المرضى.
إذاً رجل مريض في السابع وثلاثين من عمره يقتل كل أفراد عائلته من أين وصل أليه فكر القتل؟!
سأقف على مجتمعه ،”العوني” يعيش في مدينة خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة ، يوجد اعدامات شبه يومية ، بكل تأكيد ذالك أثر على حالة العوام الأصحاء في عقولهم فكيف على المرضى أصحاب العقول المختلة كما طفل يتابع أفلام الكرتون ويحاول تطبيق ما يراه فالطفل المجرم خالد طبق فكرة تنظيم الدولة على أهله.
اليوم أنقل لكم قصة لم يستطيع كاتب فيلم أن يكتب شبيهاً لها لكونها لا تصدق ولكن اليوم الواقع صدق على قصتي ، وأسأل الزمن أم القدر متى نستطيع إنقاذ ارواح الناس ، وبالنهاية الحل الوحيد هو عودة الحياة الطبيعية لهذه المناطق بظل الدولة المؤسساتية والقانونية الحرة .
محمد الخطيب