سحبت روسيا، اليوم الأربعاء، طلب السماح لأسطولها الحربي المتجه إلى سورية بالتوقف في مرفأ سبتة الإسباني للتمون بعد تعرض إسبانيا لضغوط دولية من أجل رفض الطلب، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الإسبانية، اليوم الأربعاء.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أنّ “السفارة الروسية في مدريد أبلغتنا للتو أنّها تسحب طلبها لإعطاء الإذن للسفن بالتوقف، ما يعني إلغاء الأمر”، وفق وكالة “فرانس برس”.
تزامناً مع ذلك، تعرضت إسبانيا لضغوط دولية، لترفض استقبال مجموعة سفن روسية في طريقها إلى سورية لتتمون في ميناء سبتة، إذ حذّرتها منظمة “العفو الدولية” (أمنستي) من تزويد القطع البحرية الروسية بأي دعم لوجستي.
”
الضغط على إسبانيا دفع روسيا لسحب طلبها بتموّن سفنها في ميناء سبتة
”
وطالبت نائبة المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سماح حديد، في بيان، إسبانيا بعدم تزويد القطع البحرية الروسية بالوقود، قائلةً إنّ “لا اسبانيا ولا أي بلد آخر يجب أن يزود بالوقود أو يقدم أي دعم لوجستي لسفن حربية روسية في طريقها إلى سورية”.
وأوضحت أنّ “عدم تقديم المساعدة ينطوي على نشاط هذه السفن التي تشارك في ارتكاب، أو تسهيل ارتكاب، انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”. وأشارت إلى أنّ “هجمات روسيا في جميع أنحاء سورية، بما في ذلك القصف المتواصل على حلب، أدت لسقوط عدد لا يحصى من الضحايا المدنيين، وتسببت بدمار هائل في المناطق السكنية.
ولفتت إلى أنّ “أمنستي وثّقت أدلة على أنّ القوات الحكومية السورية، بدعم من روسيا، هاجمت بقسوة المنازل السكنية، والمرافق الطبية والمدارس والأسواق والمساجد كجزء من استراتيجية عسكرية متعمدة لتفريغ حلب من سكانها والسيطرة”.
وأضافت حديد أنّ “هذه القافلة العسكرية البحرية الروسية ستعزز جهود روسيا، وتُسبب المزيد من جرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي”.
ويأتي بيان منظمة العفو الدولية رداً على تصريحات لوزارة الخارجية الإسبانية، أمس الثلاثاء، قالت فيها إنّ الحكومة تنظر في طلب مجموعة من السفن الحربية الروسية التزود بالوقود من ميناء سبتة التابع لها، في شمال أفريقيا.
وأثار بيان الخارجية الإسبانية ردود فعل دولية طالبت حكومة مدريد بعدم تلبية الطلب الروسي والامتناع عن تزويد ومساعدة القطع البحرية الروسية المتجهة إلى سورية، فيما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، عن قلقه إزاء “احتمال استخدام القطع البحرية الروسية في تشديد الضربات في حلب”.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق لسحب طلبها، أنّ مجموعة السفن الروسية المتوجهة إلى البحر المتوسط تضم الطراد الثقيل الحامل للطائرات “الأميرال كوزنيتسوف”، والطراد الثقيل الصاروخي النووي “بطرس الأكبر”، والسفينتين المضادتين للغواصات “سيفيرومورسك” و”الأميرال كولاكوف”، فضلاً عن سفن أخرى.
وأشارت الوزارة الروسية إلى أنّ “الغرض من المسيرة هو تأمين الوجود البحري الروسي في المحيط العالمي”.
(العربي الجديد)