ساعات قليلة تفصل المتقاتلين على الجغرافية السورية عن وقف إطلاق النار باستثناء تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة بحسب القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
السوريون بخلاف الكثير من قادة العالم والدول الاقليمية والعظمى، لا تعطي الكثير من الأهمية لهذا الاتفاق، ولا يرى فيه الكثيرون الا محاولة جديدة ومستمرة للالتفاف حول مطالبهم وحقوقهم بالحرية والكرامة، وما هو الا سيناريو مكرر وممجوج للنيل من ارادة هذا الشعب الأبي والذي برأي الكثيرين لم يعد لديه الشيء الكثير ليخسره
عودا على بدأ، فجبل الأكراد في ريف اللاذقية هو الاختبار الأول والأخطر لتنفيذ هذا الاتفاق والذي لم ولن يرى النور من وجهة نظر الكثيرون ولن يكتب له النجاح لعدة أمور أهمها التعقيد الحاصل في ثنايا الاتفاق من ناحية ومن ناحية أخرى أن الراعي الرسمي لهذا الاتفاق هو طرف أصيل وأساسي في النزاع الحاصل بل هو من كان له الدور الأبرز في تغيير خارطة التوازنات على الأرض بعد تدخله المباشر بظل غياب أو رضى الراعي الآخر للاتفاق عما يجري على الأرض السورية (الولايات المتحدة)
استثناء جبهة النصرة من الاتفاق سبب وافي وكافي لانهياره
ففي الوقت الذي تدخل الروس بحجة (داعش) كان أكثر من 100/90 من الضربات الروسية موجهة للمعاضة التي تقاتل داعش فما بالك لاتفاق يكون فيه استهداف النصرة رسميا وبغطاء دولي.
جبل الأكراد يشهد عمليات لميليشيات النظام والطائرات الروسية هي الأعنف منذ بدأ الثورة وذلك لاكتساب واكتساح أكبر مساحة جغرافية في ريف اللاذقية وريف ادلب الغربي لفرض شروطهم بأية مفاوضات أو مقايضات مستقبلية، والجاهزية لأية خطط من الممكن أن تكون في المستقبل كإقامة الدولة العلوية أو ما شابه، وهم على وشك تحقيق ما يريدون لولا المقاومة المذهلة والصمود الاسطوري لثوار المنطقة والقوى التي تساندهم من الداخل،
لا يمكن حقيقة اغفال خطورة الوضع القائم في الساحل وبالخصوص في جبل الأكراد والذي بات الثوار حقيقة يقاتلون على تخوم الأخيرة.
والنقطة الاستراتيجية الوحيدة المتبقية في جبل الأكراد هي قرية الكبانة ومسألة المحافظة عليها ليست من السهولة بمكان.
فالمطلوب من ثوار الداخل رص الصفوف وارسال دعم أكبر للساحل وخلط الأوراق وقلب الطاولة على جميع المتربصين بالثورة وأعداءها لما لهذه الجبهة من أهمية وحساسية لطرفي النزاع
ففي ظل الاستقطاب الحاصل بين القوى الدولية والاقليمية لابد لمؤيدي المعارضة اللعب على هذا الوتر واعادة البوصلة الى الطريق الصحيح بما يضمن ويساهم بالعودة الى ما كانت عليه قوات المعارضة قبل التدخل الروسي المباشر.
والحقيقة التي يجب أن يعرفها جميع من يدخلون في عباءة الثورة وكنفها أو يدورون في فلكها أن جبل الأكراد. هو القشة التي ستقصم ظهر البعير
وضاح حاج يوسف
المركز الصحفي السوري