الاستشهاد بعبارة “أرني النقود” التي وردت في فيلم جيري ماغواير للممثل الأميركي توم كروز. أو على الأقل “أرني المستخدمين الجدد”، هذا هو ما ترغب وول ستريت في رؤيته. فبالنسبة لمنصة اجتماعية دعمت قادة دوليين ونجوما رياضيين، بين أعضائها، يجب أن تكون هناك وسيلة ما لإيجاد مستقبل مشرق لشركة تويتر وميزانها المصرفي. وهذا ما يتعين على تويتر فعله لإرضاء المستثمرين والمستخدمين كليهما.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي فقد تهاوت أسهم تويتر، لتتراجع بنحو عشرة في المئة بعد ساعات من بداية التداول. ولا يعود ذلك إلى أدائها المالي المتهاوي لكن لأن الشركة التي ابتكرت خاصية التغريد من خلال 140 حرفا فقط فشلت في ضم ما يكفي من المستخدمين الجدد.
وخلال الثلاثة أشهر الأخيرة، استقطبت تويتر 4 ملايين مستخدم جديد. وعلى الرغم من هذا، يعد ذلك تقدما بنسبة 11 في المئة في عدد المستخدمين مقارنة بالعام الماضي، لا يزال عدد المستخدمين النشطين شهريا البالغ عددهم 320 مليونا بعيدا عن تقديرات كثير من المحللين بلغت 324 مليون مستخدم. ولا يمثل هذا بداية جيدة لجاك دورسي، الذي تأكد توليه منصب الرئيس التنفيذي لتويتر هذا الشهر.
وبالنسبة للمستثمرين، يشكل حجم المستخدمين ومدى سرعة ارتفاع ذلك العدد معيارا ليس فقط في ما يتعلق بالحالة الصحية لشركة تويتر، بل بشأن أهدافها المستقبلية أيضا.
وفي الربع الماضي، تسبب دروسي في انخفاض أسهم تويتر بعدما قال إنه غير راض عن حجم نمو المستخدمين وإن المنتج معقد جدا، وهو ما يؤدي إلى صعوبة في استخدامه. ومنذ ذلك الوقت، بدأ دورسي، الذي يدير كذلك شركة سكوير (Square) لتحويل الأموال، في محاولة لإصلاح هذه المشكلة. وفي وقت مبكر من هذا الشهر، قلص دورسي نحو 8 في المئة من الموظفين في تويتر. وفي نفس الوقت تقريبا، أطلقت تويتر خدمة “مومنتس” لمتابعة البرامج والأحداث الهامة لحظة بلحظة.
ومنذ فترة قصيرة، أطلقت تويتر كذلك خاصية لاستطلاع الرأي تسمح للمستخدمين بالتعليق على الاستطلاع باختيارين. ورغم وجود الكثيرين الذين يعرفون تويتر، فإن ثمة القليل ممن يتحمل العناء في الاشتراك والتواصل عبر الموقع.
وفي السياق نفسه، يطرح ديف لي، وهو مراسل قناة “بي بي سي” في سان فرانسيسكو، وجهة نظر “سيليكون فالي”، وهي العاصمة التقنية في العالم، فقد أشار “لي” في تقريره، إلى أن “جاك دورسي” قال، في حديث له مع مستثمرين عبر دائرة مغلقة، إن هناك إحصاءات تعتبر عقوبة لتويتر.
ففي الأسواق التي يستهدفها تويتر، خاصة في العالم الغربي، هناك اعتراف بنسبة 90 بالمئة أن تويتر يُشكل علامة تجارية يعرفها الناس ويردد ذكرها الإعلام، ومع ذلك، فإن ما حققه تويتر في هذه المجالات هو اقل بـ30 بالمئة من المتوقع، وهذا يعني أن الكثيرين يعرفون موقع تويتر، لكن القليل منهم يُسجل وينشط فيه.
أما السبب، بحسب رأي دورسي، فهو أن استخدام تويتر معقّد وصعب الفهم بالنسبة للناس، ومن هذا المنطلق، عمد إلى إصدار توجيهات لفريق العمل بهدف وضع أدوات تُسهّل استخدام الموقع.
وتعد الخدمة الرئيسية التي طرحتها الشركة “مومنتس” (Moments)، التي تجمع التغريدات على أساس الأحداث التي تهتم بها لا على أساس الأشخاص الذين تتابعهم. وقال دورسي للمستثمرين “منتجاتنا في حاجة إلى تغيير بطريقة جذرية لجذب ذلك الحشد من المستخدمين”.
هذه الطروحات تأتي ضمن محاولة يقودها “دورسي” بهدف إعادة الحيوية إلى الشركة التي شارك في تأسيسها، لكنه سيحتاج إلى بذل جهود أكبر للوصول إلى إقناع المستثمرين بأن زيادة عدد المستخدمين ممكن وقريب التحقيق. فعادة ما يقيس المستثمرون التطور على أساس عدد المستخدمين، والسرعة التي يزداد بها عددهم. وهذا لا يشمل الحاضر فقط، بل المستقبل ايضا.
غير أن لي يُلاحظ أن ذلك سيكون صعبا للغاية، فدورسي عليه أساسا أن يدرك أنه في حاجة إلى التفكير في إنشاء تويتر جديد دون أن يحل في الوقت ذاته تويتر الحالي، فالمهمة ضخمة للغاية عندما تضع في الاعتبار أن عدد الخصائص الرئيسية التي جعلت تويتر موقعا مشهورا قليل وهي التي ابتكرتها شركة تويتر نفسها في البداية.
الهاشتاغ؟ ابتكره مستخدم. وإعادة التغريد؟ ابتكرها مستخدم أيضا. حتى الاصطلاح على أن استخدام @ للإشارة إلى مستخدم آخر ابتكره كذلك مستخدم وإن كان الأمر دون قصد.
وفي السياق ذاته، يجب بذل جهود كبيرة لتعزيز تويتر كمكان للتفاعل فيه (أو إرسال الشكاوى) مع العلامات التجارية الأخرى. وإن كانت علامة تجارية، فإن الأدوات التي تسمح للمستخدم بمراقبة جهوده على تويتر، سواء أكانت إعلانات أم مجرد حضور، تؤدي دورا مهما في الأمر.
صحيفة العرب