التهريب بين الدول هو حالة شائعةٌ في كلّ مكانٍ ولكنها تزداد وتبدو أكثر وضوحاً في أوقات الحروب فالبلد الذي يعاني الحرب يضطر أبناؤه للهروب باتجاه البلد المجاور المستقر، وهنا تبدأ المشاكل بينهما .
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
منذ بداية الحرب في سوريا تشهد منطقة الحدود السورية التركية حالات تهريبٍ بشكلٍ كبيرٍ جدا، إذ يُقدر عدد السوريين الذين مروا بها بطرقٍ غير شرعيةٍ بأكثر من 3 ملايين حسب إحصاءات وزارة الداخلية التركية.
ابو أحمد عقربات أحد المشتغلين بالتهريب يقول عن أسباب ازياد هذه حالات التهريب وما الذي دفع إليها
“التهريب له وجهان أولهما وجه إنساني وهو إنقاذ الناس من القصف والقتل وتهريبهم إلى بر الأمان والوجه الثاني هو التجارة واستغلال البشر فهناك الكثير ممن أغناهم التهريب وحولهم إلى أصحاب ملايين ”
هناك وجهٌ إنساني للتهريب قد يرتبط بإنقاذ الناس والأسر المطلوبة لنظام الاسد ووجه آخر مختلفٌ لا يخلو من الاستغلال والابتزاز أحيانا.
خالد رشوان من حمص وهو أب ل 5 أشخاصٍ أحد أولئك الذين مروا من طرق التهريب لكي يصلوا إلى تركيا يقول
” لقد مررت بتجربةٍ فظيعةٍ في أثناء عبوري الحدود فقد أضعت أحد أطفالي في الأحراش الموجودة في جبال منطقة “الدرية” على الحدود واضطررت للعودة والبحث عنه، في حين أكملت أسرتي الطريق ونجحت في الدخول وعندما وجدت ابني فشلنا في الدخول وهكذا انقسمت الأسرة بين تركيا وسوريا”
الكثير من المآسي تحدث كل يوم في تلك البقعة الجغرافية، فكلّ يومٍ هناك أخبار عن إطلاق نار وضياع أسر، تنقله كل وسائل الإعلام.
أما عن الحلول فلم تنجح حتى الآن أي جهةٍ في تقديم حل لهذه القضية، فالحدود بقيت مفتوحةً والتهريب متواصل أحيانا يشتد وأحيانا تخف وتيرته ولا حل إلا بتحقيق الاستقرار في سوريا لمنع هروب الناس وانتقالهم الى الطرف الأخر .
أما أسعار التهريب فمختلفة بعض المهربين يتقاضى 1000 دولارٍ على الشخص الواحد وبعضهم 600 وذلك حسب وعورة الطريق وصعوبته، مع إمكانية التخفيض للأطفال فكل 3 أطفالٍ يتمّ حسابهم كراكبٍ واحد، وقد تصل كلفة إدخال شخص واحد من سوريا إلى تركيا الى 2500 دولار إذا كان الدخول مضمونٌ ومن دون اي معاناة او تعب.
تجارة التهريب لم تعد بالأمر العابر بل أصبحت مصدراً رئيسيا للدخل لكثير من الناس، حيث قدرت بعض المصادر المحلية أن ما يزيد عن مليون دولارٍ إسبوعياً يتم جنيها من العابرين فقط في مناطق شمال إدلب، وهذه الأموال تذهب مابين جيوب المهربين وبعض السماسرة العاملين في هذا الميدان .
المركز الصحفي السوري
ضياء عسود
عين على الواقع