وجهت كلّ من بريطانيا وفرنسا، الثلاثاء، تهديداً حازماً للنظام على خلفية معلومات صرحت بها واشنطن أن نظام الأسد يستعد لاستخدام أسلحة كيماوية ستؤدي إلى قتل جماعي في صفوف المدنيين.
ماكرون يتفق مع ترامب على رد مشترك في حال وقوع هجوم كيميائي في سوريا
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس “إيمانويل ماكرون” اتفق في اتصال مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العمل على رد مشترك في حالة وقوع هجوم كيميائي في سوريا.
وأشار بيان صادر عن قصر الرئاسة الفرنسية “الإليزيه” إلى أن ماكرون وجه الدعوة لترامب لحضور مناسبة يوم الباستيل في 14 تموز القادم.
خط أحمر
من جانبه، قال مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير فرانسزا ديلاتر، إن “الموقف الفرنسي بشأن هذه المسألة المحدّدة واضح تماما، كما أكّده الرئيس (إيمانويل) ماكرون الأسبوع الماضي، حين أشار إلى أن الأسلحة الكيميائية خط أحمر بالنسبة لنا”.
“ديلاتر” وفي تصريحات إعلامية، بمقر المنظمة الدولية بنيويورك قال: “نرى أن منع الانتشار النووي بات على المحك الآن، وأي متورط في شن هجمات كيميائية ستتم مساءلته ومعاقبته على أعماله الشنيعة”.
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن ما إن كانت واشنطن عرضت على فرنسا براهين على استعداد الأسد لشنّ هجوم كيميائي على المدنيين في بلاده، اكتفى السفير الفرنسي بالقول: “نحن على اتصال دائم مع شركائنا وأصدقائنا”.
لندن: ننتظر الدليل لنتحرك
بدوره، قال نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفير بيتر ويلسون، إن لندن أيّدت الضربات الأمريكية الأخيرة ضد النظام السوري.
وأضاف، في تصريحات إعلامية: “في حال وجدنا دليلا يتعلّق باستخدام الأسلحة الكيميائية (من نظام الأسد)، فإننا سنتحرّك عندما نسمع تلك المعلومات”.
وتابع أنّ “وزير الدفاع البريطاني (مايكل فالون) أكد هذا الأمر، صباح اليوم، في لندن، وقد شدّد على معارضتنا المطلقة لاستخدام الأسلحة الكيميائية”.
واشنطن رصدت نشاطاً كيماوياً وهددت النظام بـ”ثمن باهظ”
وكان “البيت الأبيض” قد حذر الإثنين نظام بشار الأسد، بأنه سيدفع “ثمناً باهظاً” هو وقواته، إذا شنّ هجوماً بالأسلحة الكيماوية.
وقال بيان البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لديها ما يدعوها للاعتقاد بأن الاستعدادات جارية لتنفيذ هجوم من هذا النوع، وإن التجهيزات تماثل تلك التي اتخذت قبل هجوم 4 نيسان/أبريل على بلدة خان شيخون في ريف إدلب والذي أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
وقال المتحدث باسم “البيت الأبيض” شون سبايسر: إن “الولايات المتحدة حددت تجهيزات محتملة لنظام الأسد لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية سيؤدي على الأرجح إلى قتل جماعي لمدنيين بينهم أطفال أبرياء”. وأضاف: “إذا نفذ الأسد هجوما آخر بالأسلحة الكيماوية تسبب في قتل جماعي فسوف يدفع هو وجيشه ثمناً باهظاً”.
وتابع سبايسر: “كما قلنا سابقاً، فإن الولايات المتحدة موجودة في سوريا للقضاء على تنظيم (الدولة الاسلامية في العراق وسوريا).. ولكن اذا شن الأسد هجوماً جديداً يؤدي إلى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحة كيماوية فانه وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً”.
روسيا تعقب
لكن في المقابل، قال الكرملين، الثلاثاء، إن تحذيرات “البيت الأبيض” لبشار الأسد وجيشه من شن هجوم بأسلحة كيماوية “غير مقبولة”.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف: “ليس لدي علم بأي معلومات عن تهديد باحتمال استخدام أسلحة كيماوية”. وذكر بيسكوف: “بالتأكيد نعتبر مثل هذه التهديدات للقيادة الشرعية في الجمهورية العربية السورية غير مقبولة”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أمر بضرب قاعدة الشعيرات الجوية التابعة لقوات النظام رداً على هجوم انطلق منها باستخدام غازات سامة على مدينة خان شيخون جنوب إدلب ما أودى بحياة نحو 100 شخص.
أورينت نت