في روسيا الكل يعرف ما تقوم به الاستخبارات الروسية من ظلم وتضييق على المسلمين لكونهم بلحية أو بحجة أن زوجاتهم محجبات، وهذا التضييق لا يشمل الفرد فحسب بل أي فرد من أفراد العائلة، ويقبع في السجون هناك مسلمون معتقلون بتهم مختلفة، حتى يعرض عليهم عرض إرسالهم لسوريا مقابل إطلاق سراحهم و بالأخص يوجد من بينهم مسلمون ذوي أصول قفقاسية.
يقول بوتين في كل مناسبة “الإسلام الكلاسيكي بالنسبة لنا لايشكل أي مشكلة”، ما يقصد به بوتين من تعبير “الإسلام الكلاسيكي” هو يعني المسلمين الذين يمثلون الإسلام الذي يخضع لرقابتهم حسب وجهة نظر بوتين.
ألا يوجد لهذا الكلام أرضية؟ نعم يوجد فبوتين في هذا الموضوع يخطو خطى سليمة بالاستناد إلى هذه الأرضية، ففي فترة الاتحاد السوفيتي كان يوجد متدينون ومشايخ تحت الرقابة، وكانوا يحقرونهم على شاشات التلفاز وفي الأفلام، ففي أذربيجان يوجد مثلا بعض الطرق كالنقشبندية وغيرها من مكتسبات العصر العثماني ممن كانوا يتعرضون للاستحقار في أي عمل أو تقليد يقومون به يخص تركيا، واليوم روسيا تتبع السياسة ذاتها.
هذا الفعل له أبعاد أخرى ففي الوقت الذي تدعم فيه روسيا المتدينين حسب الشكل الذي رسمته لهم تقوم بتوجيههم لمتدينين ضدها، فهي تقوم بإرسال المسلمين الذين تحت سيطرتها إلى سورية لضرب المتدينين الذين هم ضدها وبهذا الشكل تكون قد استفادت من أمرين: الأول تكون قد أبعدت الخطر الذي سيحدق بها في المستقبل والثاني تقوم بقتل الأشخاص الذين أرسلتهم إلى سورية عن طريق القوائم التي نظمتها اسم اسم وتقوم بتسليمها لداعش.
روسيا أيضا استخدمت الشيشانيين وأظهرتهم على أنهم إرهابيون فقط لمطالبتهم بالحرية، وكان الرئيس الشيشاني قديروف متعاونا مع روسيا في هذا المجال وكان باستطاعته إخراج المحكوم عليه ظلما مقابل المال.
بالإضافة إلى أن هناك ادعاءات بأن الاستخبارات الروسية هي من يقف وراء دعم أمن مجموعات المافيا المتشكلة من رجال الأعمال الروس المرسلين إلى تركيا، واستقرار تركيا هو أحد أسباب قدوم رجال الأعمال، وأعضاء المافيا الروسية متشكلة من أشخاص ذوي ميول وجذور دينية مختلفة.
ينبغي الآن أخذ الأمر بجدية تامة نظرا لقدوم رجال الأعمال المثير من مناطق الاتحاد السوفيتي سابقا وتمركزهم في تركيا وصولهم وجولهم دون مساءلة، لأنه بهذه الحالة ربما ينهار استقرار تركيا كما حدث سابقا في إسبانيا.
إذا كنا نبحث عن مفاتيح تدمر الألعاب والخطط الروسية فعلينا البحث من داخل روسيا نفسها.
سيفيل نوريفا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس