” سأبقى أعزباً إذاً، فأنا لا أقوى على كل تلك المصاريف، وسكني خيمةٌ صغيرة لن يقبل بها إلا القليل”، هكذا كانت جلسة الأصحاب تتجسد في مواضيع الزواجِ وتكاليفه، ماذا جرى بخطبتك يا أحمد؟
هل تم الأمر؟
_ كلا، فأم العروس تريد منزلاً تحفظ فيه ابنتها ولن ترضى بمنزلي ذو السقف من العازل البلاستيكي، مع العلم أنهم يسكنون في خيمة!! ” .
يحكي أحمد قصة خطبته وملامح الأسى تأكل وجهه الشاحب، وكيف لي بمنزلٍ كبير ومرتبي الشهري لا يكاد أن يصل للمئة دولار!!؟ وعلى هذا المنوال سأبقى أعزباً طوال عمري، ها قد بلغت سبعةً وعشرين سنة، واحتاج لمثلها لتغطية الطلبات تلك .
لا عليك يا أحمد، سيسهل الله أمرك ولو بعد حين، لكن هل حاولت أن تطلب بنتاً غيرها؟ ” حاولت عدة مرات، في كل مرة هناك شيء يوقف الخطبة، ففي إحدى المرات طلب الأهل المهر بالذهب ” 50 غرام “، وأنا لا أقوى على ذلك الطلب، وكأن الرجل تحول لباب رزقٍ أو مصباح سحري يلبي الطلبات، والناس نستَ تعاليمَ الرسول الكريم ” من أتاكم ترضونَ دينه وخلقه فزوجوه!”، فأصبح الضمان عند الناس لحقوق الزوجة الذهب والمال وليست الأخلاق والسمعة الحسنة…” .
يتابع الشباب سهرتهم في خيمتهم تلك، يتحدثون عن الزواج وكأنه أصبح حلماً صعب المنال، يقطع عمر الكلام متحدثاً عن قصة زواجه : ” لكن الناس ليسوا كما تظن يا أحمد، فالمجتمع ألوانٌ وأشكال، ولابد أن تحظى بنصيبك وبفتاة تناسبك، فأنت تستحق الخيرَ بقلبك الأبيض وعملك الجاد
فها أنا وبعد أن نويت الزواج سهل الله عليّ، وتقدمت لخطبة إحدى القريبات، ليكون الأمر أسهل مما أتوقع ويتم الزفاف بمهرٍ يسير ووقت قصير”.
هكذا حول بعض الاشخاص في المجتمع، الزواجَ من مرحلة انتقال وطمأنينة إلى عذاب ومشقة أمام الشاب العازب، ليظل الخوف والتعب يرافقه طوال الوقت، متناسينَ نسبة الفتيات العازبات المرتفعة بشكل كبير خصوصاً في سوريا، وما مرت به من حروب، وأن معظم الشباب السوريين كانوا عرضة التهجير والقتل والاعتقال .. .
بقلم : إبراهيم الخطيب