نشر موقع “المونيتور” المهتم بمتابعة أخبار الشرق الأوسط ومقره الولايات المتحدة الأمريكية تقريرين أحدهما بعنوان “هل تمضي تركيا إلى تسوية أم لقتال جديد في إدلب؟”، والآخر “هل تستعد تركيا ونظام الأسد وهيئة تحرير الشام للمعركة النهائية في إدلب؟”، واستعرض في كليهما ملف معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، واحتمالية سيطرة روسيا عليه، وبالمقابل موقف تركيا بهذا الصدد.
ولا بد من الإشارة إلى أن تقريري الموقع جاءا تزامناً مع تداول إشاعات مجهولة المصدر تفيد بتحضير روسيا لمعركة تستهدف من خلالها معبر “باب الهوى”، وبنى بعض مُرَوّجي تلك الأنباء معلوماتهم على قبول روسيا بدخول المساعدات الإنسانية عبر “باب الهوى”، فقط، فيما استحضر آخرون أقوالاً نُسبت لقائد “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، خلال جلسته مع وجهاء “جبل الزاوية” قبل أشهر، مفادها أن نظام الأسد وروسيا يهدفان للسيطرة على “باب الهوى”.
نقل الموقع مزاعم وادعاءات يتم تداولها من قِبَل مقربين من “المعارضة السورية”، تشير إلى أن تركيا توصلت إلى تفاهم من موسكو يتم بموجبه ترك معبر “باب الهوى”، تحت السيطرة الروسية إلى جانب طريقي “M4″ و”M5”.
وأضاف التقرير: “في نفس الوقت تقريباً قالت مصادر قريبة من الفصائل المدعومة من تركيا: إن تركيا وافقت على السماح لروسيا بالتحكم في الطريق من جبل الزاوية إلى جسر الشغور على الجانب الجنوبي من “M4″، وإبقاء الميليشيات المتحالفة بعيداً عن المنطقة في مقابل إبقائها مراكز المراقبة العسكرية في إدلب”.
كما أن هناك مزاعم تقول: إن “M5” الخاضع لسيطرة النظام السوري منذ شباط/ فبراير الماضي سيكون متصلاً بمعبر باب الهوى الحدودي عبر الأتارب، وإن روسيا ستتولى السيطرة على المعبر الذي هو الآن في أيدي هيئة تحرير الشام، حسب نص التقرير.
الرد على المزاعم
لا يتوقع “المونيتور” قبول تركيا بسيطرة الروس على “باب الهوى”، ويضيف: “بالكاد توافق تركيا على مثل هذه الخطوة دون ضمان بعض المكاسب في المقابل”، وذكر أن التعاون الروسي التركي في إدلب الذي تبلور على منصة “أستانا” لم يمنع أيّ مواجهة بين الجانبين”.
وأوضح أن التطورات على الأرض تشير إلى أن الجيش التركي لا يستبعد أيّ سيناريو ويستعد للرد أيضاً، وتريد أنقرة منع أيّ عملية مماثلة لتلك التي حدثت في شباط/ فبراير الماضي والتي أسفرت عن سقوط طريق “M5” تحت سيطرة النظام السوري.
وأردف: “تركيا تمكنت من منع نظام الأسد من السيطرة على “M4” من خلال صفقة موسكو، ويؤكد الحشد العسكري تصميم أنقرة على الحفاظ على الوضع الراهن في إدلب باستخدام “M4” كحاجز يعوق النظام السوري.
واستبعد أن تتوافق “هيئة تحرير الشام” مع صفقة السيطرة الروسية على طريقي “M4″، و”M5” بشكلٍ كاملٍ، لأنها ستفقدها السيطرة على معبر باب الهوى الحدودي إلى تركيا، والذي تربح منه ما يقارب 4 ملايين دولار شهرياً.
وجاء في التقرير أن أيّ عملية عسكرية في إدلب تنطوي على العديد من المخاطر على نظام الأسد وحلفائه، ويمكن أن تكون لها عواقب لا يمكن التنبؤ بها بما في ذلك احتمال أن تنتهي المعركة بفشل ميليشيات الأسد كما يكتب “كيريل سيمينوف”؛ إذ إن أيّ مشاركة محدودة للجيش التركي في دعم المعارضة تستطيع تغيير ميزان القوى بشكل جذري وتحويل النظام السوري من الطرف المهاجم إلى الطرف المدافع”.
الخلاصة: استبعد الموقع قبول تركيا بسيطرة روسيا على معبر “باب الهوى”، لكنه لم يستبعد أن تقدم تركيا بعض التنازلات في إدلب في محاولة لإظهار التزامها بالقضاء على الجماعات الإرهابية، ومن أجل تخفيف قبضة روسيا في ليبيا وسط مواجهة مدينتي سرت والجفرة.
نقلا عن نداء سوريا