المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 19/1/2015
تسببت العمليات العسكرية في سوريا خلال السنوات الماضية، بتضرر شبكة المياه في البلاد، ما أدى إلى حدوث انقطاعات طويلة فيها، وترافق ذلك مع توقف خدمات الدولة في مناطق سيطرة المعارضة، وعجز المجالس المحلية عن القيام بأعمال النظافة،فتراكمة القمام في الساحات والشوارع وأمام المنازل، كما تضرر القطاع الصحي بشكل كبير، ولم يعد قادرًا على استيعاب المرضى بسبب قصف النظام السوري لكثير من المستشفيات، وعدم توفر الموارد المالية اللازمة لاستمرار عمل هذا القطاع، مما ساعد على إنتشار الأمراض والأوبئة بسرعة، لاسيما الجرب الذي ينتشر بشكل كبير بين السوريين، وخصوصاً في الأماكن المحاصرة من قبل النظام.
الجرب هو مرض يتميز بظهور حكة شديدة جدا تسببها مجموعة من الطفيليات تسمى “القارمة الجربية” التي تعشش في داخل طبقات الجلد، وقد يظهر الجرب لدى جميع الاشخاص, في جميع الاعمار ومن فئات سكانية مختلفة، كما ان الاشخاص الذين يحافظون على نظافتهم الشخصية معرضون، هم ايضا، للإصابة بهذا المرض.
حول هذا الموضوع حدثنا “الطبيب علاء” الأخصائي بالأمراض الجلدية بريف إدلب الجنوبي، إن أعراض الجرب هي ظهور حكة شديدة جدا في الجلد, تزداد حدتها في ساعات الليل، تظهر الحكة لدى الاطفال والكهول بشكل اكثر حدة, وقد يعاني الاطفال من اثار جانبية حادة تظهر على سطح الجلد، وهو سريع الانتشار ويحدث عند الملامسة أو استخدام الأدوات الشخصية للإنسان المصاب، لافتًا إلى أن الاكتظاظ السكاني في بعض المناطق نتيجة حالات النزوح إليها، هو أحد أهم أسباب تفشي الوباء في سوريا عمومًا.
وأضاف هناك تفشي كبير للمرض بين السكان، و 90% من المرضى الذين يتوافدون إلى العيادة هم مصابون بالجرب، وعند اصابة شخص ما بهذا المرض، ينبغي معالجته هو وكذلك جميع الاشخاص الذين يعيشون سوية معه، في الوقت ذاته، وذلك منعا لانتقال الطفيليات المسببة من شخص الى اخر، ومن المهم الحرص على غسل الملابس, والمناشف والأغطية، يجب تجنب التلامس الجسدي مع شخص اصيب بهذا المرض وعدم العبث بأغراضه وادواته الشخصية (مثل، مناشفه، ملابسه وغيرها)، وذلك من اجل الوقاية من الاصابة بهذا المرض، أما المريض ذاته فينبغي عليه اعتماد الحيطة والحذر لئلا تنتقل الطفيليات الى اشخاص اخرين.
“الحاج أبو كمال” من أهالي ريف حماة الشمالي، حدثنا بقوله: لقد نزحت مع أفراد عائلتي من بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، بسبب تعرض البلدة بشكل يومي للقصف بالبراميل المتفجرة التي تلقيها علينا مروحيات نظام الأسد، ونحن الآن نسكن في بيت صغير بريف إدلب الجنوبي، أنا وزوجتي وأفراد عائتي الخمسة، ولقد أصيب ولدي “سامر” بمرض الجرب في بداية الأمر لم نكن نعرف أنه مصاب بالجرب، كوننا أول مرة نتعرض لهذا الوباء، بدأ “سامر” يشكو من ظهور حكة شديدة في أسفل بطنه، وتزداد يوماً بعد يوم، حتى أصابته الحكة في جميع أنحاء جسمه، وبدأت تظهر على بقية أخوته نفس الأعراض، فأخذتهم إلى الطبيب، وإذا هم مصابين بالجرب، فأعطاني بعض النصائح والوقاية وطرق العلاج، بعد أن وصف الدواء المناسب للمرض، ومازلنا نعاني من المرض حتى الآن، بعد إسبوعين من العلاج.
من العوامل التي ساعدت على انتشار الأمراض أيضا قلة “الثقافة الصحية” عند الاهالي ، فالناس في المخيمات أو البيوت التي تحتوي على خمسة أشخاص وسطياً، فمرض الجرب مثلاً له نصائح ووصايا يجب التقيد بها مثل تغيير الالبسة الداخلية والشراشف والأغطية والمخدات وغسلها ونشرها على الشمس، وقد أطلق السكان في ريفي حماة وإدلب نداءً للمنظمات المعنية والحكومة المؤقتة لتحمل مسؤولياتها، والحيلولة دون تفشي الوباء.