فجرت العملية الانتحارية بالمدينة المنورة التي كانت تستهدف زوار المسجد النبوي الشريف سخطا عربيا وإسلاميا واسعا، صحبته دعوات بفضح “الفقه” الذي يقف وراء الأعمال الإجرامية التي ينفذها إرهابيون بناء على فتاوى غير مسؤولة تجيز قتل المسلمين في كل زمان ومكان بدعوى أنهم كفار.
وكان الذهول والأسئلة قد عمت وسائل التواصل العربية والعالمية إثر العملية التي استهدفت مصلين في شهر رمضان وفي مكان مقدس كما عبر مغردون أجانب استغربوا قتل مسلمين في شهر محرم وفي مكان مقدس، مثل المدونة الأميركية “زيني جاردين” التي قالت في تغريدة على حسابها “كيف يكون هؤلاء مسلمين بعد تفجيرهم للمسلمين في شهر رمضان المبارك وفي مسجد مقدس”.
غير أن الأسئلة التي أثارت جدلا أكبر، كانت تلك التي طالبت بوضع حد لـ “فقهاء الإرهاب” الذين أفتوا به، والذين لا يستنكرون أعمال القتل اليومية التي يقوم بها من يستخدمون فتاواهم.
وشن علماء دين ومسؤولون وساسة حملة واسعة تطالب بفضح هذا الفقه، الذي لا تزال فتاوى متداولة على الإنترنت وعلى منصات التواصل الاجتماعي تروج له.
وقال د. أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، “شريط فتوى القرضاوي أحرج علماء الإخوان “الكبار” ، حيث يتحملون مسؤولية الفوضى والعنف الذي ساهموا في تأجيجه”.
وعلق الأكاديمي الإماراتي علي النعيمي، على ذلك بقوله “هذا الفكر هو الذي صنع الإرهاب الانتحاري بيننا”.
العمل الإرهابي الغير مسبوق استنكره وأدانه خطباء الحرمين الشريفين، وأدان الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد خطيب المسجد الحرام الأعمال التي يقوم بها مسلحو تنظيم “داعش” مؤكدا أن ما يقومون به لا صلة له بالإسلام.
وفي المسجد النبوي بالمدينة المنورة التي شهدت هجوما انتحاريا، الاثنين، قتل خلاله 5 شرطيين، حذر الشيخ عبد الباري الثبيتي إمام المسجد من أن “الإرهاب في عصرنا يعد قضية عالمية وهو حديث الساعة لا يرتبط بدين ولا وطن ولا أمه”، واصفا إياه بـ”نبتة شيطانية يزرعها في فكر من ظل سعيه وخاب عمله”.
وتوعد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في كلمة له بمناسبة عيد الفطر المبارك الثلاثاء، بـ”الضرب بيد من حديد” على المتطرفين الذين يستهدفون عقول الشباب، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأكد أن :” المملكة عاقدة العزم ـ بإذن الله ـ على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي ،وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال”.
سكاي نيوز