أكدت منظمة هيوامن رايتس واتش في تقرير لها أن الطائرات الروسية استخدمت منذ بداية تدخلها في سوريا قصف المدنيين بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا، خاصة في الآونة الأخيرة في أرياف ادلب وحلب وحماة، حيث تمطر سهل الغاب يوميا بعشرات القنابل العنقودية.
تعد الأسلحة العنقودية من الأسلحة غير التقليدية وتتكون من عبوة كبيرة تنكسر لينطلق منها عدد كبير من القنابل الصغيرة في الهواء يمكن أن تغطي منطقة واسعة لكنها تفتقر للتوجيه، حيث يتم قذفها من ارتفاعات متوسطة أو عالية بما يزيد من احتمالية انحرافها عن الهدف، وتستخدم على أهداف منعة كالعربات المدرعة أو الأشخاص أ لإضرام الحرائق، ومعدل فشلها يشكل نسبة 5بالمية بمعنى أن كثيرا منها لا ينفجر حين القاءها ولكن يستقر بالأرض كألغام يمكن أن تنفجر بعد سنوات.
أما عن طريقة تشغيلها، فما إن تقع القذيفة من الطائرة حتى تأخذ بالدوران بسبب زعانف الذيل الذي يشبه ذيل سمكة السردين، ويمكن أن يتفاوت معدل دورانها بين ستة مراحل قد تصل ل2500 دورة في الدقيقة، وضبطت العلبة كي تنفتح كي تنفتح عند أحد الارتفاعات العشرة المحددة سابقا والتي تبدأ من300 قدم تصل إلى 3000 قدم.
يبلغ عدد القنابل الصغيرة 202 وهي أسطوانات صفراء اللون تقارب في حجمها علب المشروبات طولها 20سنتيمترا عرضها 6سنتيمترات، وأثناء سقوط القنبلة تقم أجزاء الذيل الذي توجد فيها أجزاء قابلة للانتفاخ للمحافظة على توازنها كي تهبط مقدمتها إلى أسفل.
أما عن محتويات القنابل الصغيرة من نوع BLU-97-B على ما يلي:
-عنصر شحنة متفجرات ذات شكل خاص يساعد على خرق المدرعات
-عنصر عبوة معدة بحيث تتفتت إلى حوالي 300 شظية بعد الانفجار
-عنصر حلقة من الزركون الحارق لإشعال النيران
يعتمد حجم المنطقة المتأثرة التي تغطيها القنابل العنقودية الصغيرة على معدل دورانها وارتفاعها وقت الانفجار، وتغطي عادة مساحة عرضها حوالي 200 متر وطولها 400 متر، أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملاعب ونصف لكرة القدم.
تسبب القنابل العنقودية عند انفجارها أضرارا وإصابات في مساحة واسعة، وبإمكان شحنة المتفجرات اختراق مدرعة يبلغ سمكها حوالي 17 سنتيمترا، ويصل قطر المساحة التي يغطيها الانفجار إلى 76 مترا.
وبأدلة روسية قالت مجموعة من النشطاء الروس “من مدونين واستقصائيين ومحققين صحفيين” أن لديها أدلة دامغة على أن الطائرات الروسية التي تقوم بقصف المدنيين ومواقع للمعارضة ومزودة بالقنابل العنقودية، ليؤكدا بذلك صحة تقرير منظمة هيومن رايتس واتش، وقد أكدوا ذلك من خلال صور ومقاطع فيديو من مطار حميميم القاعدة العسكرية الجوية للروس في سوريا.
المركز الصحفي السوري ـ سلوى عبد الرحمن