يبدأ فن التحقيق الصحفي عادة من النقطة التي ينتهي عندها الخبر فقد رأينا أن الخبر الصحفي يجب أن
يحتوى على إجابات لخمسة أسئلة تقليدية أما التحقيق الصحفي فيأتي للإجابة على
السؤال السادس وهو .لماذا؟ أي البحث في أسباب الظواهر والأحداث والمشاكل بالمعنى
الواسع للكلمة فهناك مشكلات التعليم والصحة والفقر والبطالة والجهل ..الخ وأساس
التحقيق الصحفي في البداية هو فكرة أو خاطر أو انطباع أو ملاحظة يحاول الطالب
استجلاء حقيقتها وربما كان ذلك أفضل تعريف للتحقيق الصحفي وهو
استجلاء حقيقة من العالم المحيط بنا ومعالجتها بأسلوب واقعي مشوق وجذاب
أنواع
التحقيق الصحفي
تتنوع التحقيقات
الصحفية بتنوع أهدافها وغاياتها فهناك تحقيقات إعلامية (إخبارية) تهدف إلى إشاعة
الحقائق والمعلومات بين الناس وتفسير هذه المعلومات وتبسيطها وأخرى تفسيرية وتوجيهية
إرشادية تتصدى لمعالجة المشكلات والبحث عن حلول لها وهنا لابد من دراسة أبعاد
المشكلة التي نتصدى لها ونجمع كافة المعلومات ونتلقى جميع الآراء والاتجاهات من
المؤيدين والمعارضين على السواء وثالثة للإمتاع والتسلية والتشويق وهى تدور حول
الغريب والطريف من الموضوعات ولابد أن تكون هذه التحقيقات ممتعة وجذابة تصلح
للقراءة السريعة والواقع إنني لا أميل إلى مثل هذه التقسيمات للتحقيق الصحفية
لأنها تتداخل في أهدافها والخيط الفاصل بينها هو خيط وهمي فقد يكون التحقيق
إعلاميا ومشوقا وتوجيهيا وتفسيريا ومسليا وممتعا في وقت واحد .
مصادر
التحقيق الصحفي
يخضع التحقيق
الصحفي لأسلوب علمي قائم على جمع المعلومات والآراء من كافة الوسائل المتاحة من
صحف ومجلات بأنواعها ووكالات الأنباء والإذاعات ومواقع الانترنت هذا فضلا عن
المقابلات الشخصية للأفراد والشخصيات ذات الصلة أو العلاقة بموضوع التحقيق وهنا
يجب تحديد السؤال او الأسئلة التي توجه لهذه الشخصيات لاستقاء الآراء أو المعلومات
منهم ومن هنا دائما ما يحدث الخلط بين الحديث الصحفي والتحقيق الصحفي لذا وجب
التوضيح بأن الحديث الصحفي هو مجموعة من الأسئلة في موضوعات متعددة لشخصية
واحدة بينما ما يتم في التحقيق الصحفي هو سؤال واحد أو مجموعة أسئلة ثابتة في
موضوع واحد لعدة أشخاص ذات صلة بهذا الموضوع بغرض معرفة آرائهم أو استيفاء معلومات
منهم .
صياغة
التحقيق الصحفي
تتم صياغة التحقيق
الصحفي مثل معظم الفنون الصحفية من عنوان رئيس ومقدمة وصلب التحقيق (المتن) وأخيرا
الخاتمة هذا بالإضافة إلى الصور شخصية وموضوعية ورسوم توضيحية أو حتى كاريكاتورية
.
- ¨ العنوان : أنواع العناوين كثيرة منها العنوان الدال وهو
عنوان اخبارى شامل يدل دلالة واضحة على مضمون التحقيق في جملة تلخيصية واحدة
مكثفة مركزة مثل ،،جرائم الثأر تزيد 20%رغم التوسع في التعليم ،،
والعنوان الايضاحى وهو عنوان صريح يغطى موضوع التحقيق بشكل عام وواضح مثل ،،ثفافة
التسطيح ..تغزو الشباب ،،
وعنوان المفارقة
مثل ،، دعوة للسلام لا صيحة للحرب،، والعنوان الوصفي مثل ،، الأمطار
تحول شوارع
العاصمة إلى
أنهار،، والعنوان الاستفهامي مثل ،، كيف نقضى على الدروس
الخصوصية ،، ومهما كان نوع
العنوان يجب أن
يتصف بالإيجاز والوضوح والسلاسة. بعد العنوان الرئيسي تأتى العناوين الأخرى
المساعدة .
- ¨ المقدمة : وهى المدخل إلى الموضوع الرئيسي كما أنها تستحوذ
على اهتمام القارئ وتقوده إلى صلب التحقيق
وقد قسم علماء
الصحافة المقدمات إلى أحد عشر نوعا نذكر منها الشائع في الصحافة المصرية مثل مقدمة
المفارقة
التي تشتمل على
معنى المقارنة والتناقض والمقدمة الاستفهامية التي تحتوى على سؤال أو مجموعة من
الأسئلة
كذلك المقدمة
المجازية التي تستعير أسلوبا أدبيا للتعبير والمقدمة الاقتباسية التي تحتوى على نص
جملة أو عبارة
وردت على لسان أحد
المصادر مثلا :,, هذه هي الدروس الخصوصية ؟ قالها أحد الطلاب مشيرا إلى السيارة
الحديثة لأحد أشهر مدرسي الدروس الخصوصية
- ¨ صلب التحقيق (المتن) : يتخذ صلب التحقيق الصحفي قوالب عدة في الصياغة لعل
من أشهرها وأبسطها هو قالب العرض الشائع في الصحافة المدرسية حيث يسوق الكاتب
طائفة من الآراء والمعلومات ثم يستخلص في النهاية نتائج تحقيقه بشرط أن يكون
محايدا في عرض آراء المؤيدين والمعارضين وهناك أيضا قالب القصة والوصف
والاعتراف ..الخ
- ¨
خاتمة
التحقيق الصحفي :يجب
أن يكون للتحقق الصحفي خاتمة قوية وواضحة مثل الكلمات النهائية في العرض
المسرحي وتعتبر الخاتمة بمثابة النتائج التي وصل إليها الطالب من خلال تحقيقه
والخاتمة يجب أن تستمد خصائصها من طبيعة التحقيق وموضوعه ولا يجب أن يقحم
كاتب التحقيق رأيه الشخصي في موضوع التحقيق وخصوصا خاتمة التحقيقات فى
الصحافة المدرسيةوتحقيقات البحث فى المشاكل العامة تلك التى تقدم
حلولاواقتراحات ايجابية.
دور
الصورة في التحقيق الصحفي
يقول علماء الصحافة
إن الصحافة هي الصورة التي قد تفوق في قيمتها قوة الخبر نفسه لأنها في تكوينها
وإخراجها تعبر عن الحقيقة .
فالصورة هي التي
تعطى للتحقيق الصحفي وجهه المختلف عن باقي الفنون الأخرى لاسيما ونحن نعيش في عصر
الصورة ويندر نشر تحقيق صحفي بلا صور فوتوغرافية أو رسوم توضيحية فالتحقيق الصحفي
هو الفن الصحفي الوحيد الذي يطبق فيه X factor وهو إشراك القارئ
مشاركة ايجابية في فهم المضمون وتصوره واستيعابه ولا يتم هذا إلا بتفاعل الألفاظ
والصور وينبغي أن لا تكون الصورة مجرد إضافة أو زخرفة للتحقيق الصحفي ولكن يجب أن
تكون للصورة وظيفة محددة وإلا من الأفضل الاستغناء عنها وفى بعض الأحوال التي
يتعذر فيها التصوير تقوم الرسوم التوضيحية والكاريكاتورية بدور الصورة
الفوتوغرافية ، من هنا كان أحد الشروط الوزارية في تقييم التحقيق الصحفي هو ضرورة
وجود الصورة المصاحبة له .