تعددت أسباب الحروب منذ قدم التاريخ، وقد اخترع لها الإنسان ما يناسبها من أسلحةٍ فتاكةٍ بخصمه وقرنها بأساليب وتكتيكاتٍ قتاليةٍ متعددةٍ وكان أهمها التكنولوجيا الحديثة .
مساعدة التكنولوجيا الحديثة للحروب
لقد ساعد التطور التكنولوجي في تطوير أدوات الحروب الحديثة بتسارع، بنحو يتعين على الجيوش الحديثة أن تلاحقه، وهذا كان سبب تطور أساليب الصراع فيما يسمى بأجيال الحرب ، ومع القفزة التكنولوجية الهائلة التي ظهر تأثيرها على العلاقات الدولية وعلى رأسها بالطبع أدوات الصراع العسكري، ظهرت فكرة الجيل الأخير للحرب التي كانت بعد ذلك جزءاً من الحروب اللا متماثلة في الجيش الأمريكي باعتباره أكثر جيوش العالم امتلاكاً للتكنولوجيا الحديثة والفائقة، وأيضا ً أكثر جيوش العالم تورطاً في الصراعات الإقليمية والعالمية.
حرب الولايات المتحدة الأمريكية و الصين التكنولوجية
وضمن تلك الحرب الحامية الوطيس ، تحتل التكنولوجيا دوراً محورياً في هذه المعادلة ، لاسيما في ظل تحكم التقنيات الرقمية في عصب الحياة المعاصرة ، تبدأ الحرب بين الصين والولايات المتحدة على الساحة العالمية على نحو مطّرد ، بعد إبعاد كل من روسيا وألمانيا وتركيا عن المنافسة ، وسط جهود بكين لإثبات نفسها كقوة عالمية كبرى ، وضغوط واشنطن عليها لعرقلتها عن تحقيق ما تصبو إليه ، في ما بدا أنه معركة تكسير عظام بين أكبر كتلتين اقتصاديتين في العالم .
لذلك انخرطت الولايات المتحدة في حرب باردة تكنولوجية مع الصين ، وفي الأشهر الأخيرة كثفت خطابها المناهض للصين، وألغت هذا الأسبوع تأشيرات 1000 طالب صيني تزعم أن لهم صلات عسكرية واتهمت شركات التكنولوجيا الصينية بالعمل كوكلاء للحزب الشيوعي الصيني – وهي مزاعم ترفضها بكين وهذه الشركات .
حرب بدون دماء بل هي حرب علمية بحتة فلمن سترجّح الكفة ؟؟
محمود معراتي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع