في أوائل الثورة السورية برر وزير الخارجية السوري وليد المعلم قدوم الإيرانيين إلى سوريا بقصد السياحة لزيارة الأماكن التي يعتبرونها مقدسة، و القيام بالشعائر الدينية.
و اليوم تتداول بعض وسائل الإعلام تصريحاً لوزير السياحة المهندس بشر يازجي مفاده أن “سوريا تملك مقومات سياحية تخولها أن تكون الأولى مستقبلاً حتى في ظل خسائر الحرب الأليمة “.
كان تصريحه في إطار زيارته لمحافظة طرطوس حيث اطلع على واقع العمل في مشروع شاطىء الأحلام السياحي ومشروع شركة أساس على الكورنيش البحري للتحضير لموسم عام 2016.
على حد قوله فإن المقومات الغنية جغرافياً وتاريخياً وطبيعياً ودينياً تخولها أن تحافظ على مكانتها سياحياً رغم الحرب لأن هذه المقومات لا تتأثر بعوامل الحرب، متجاهلاً ما يجري في الواقع السوري، و ما خلفته الحرب من دمار للبنى التحتية، و تراجع مقومات البلد عقوداً إلى الوراء،
الأمر الذي أثار سخط السوريين و خاصة الموالين للنظام من تصريح وزير السياحة، فقد علّق أحد السوريين باستهزاء بالقول: “إن سوريا لم تعد منطقة آمنة للعيش، حتى تكون مقصداً للسياحة “.
وقالت مواقع للنظام بأن بشر يازجي صرح بأن وزارته أجرت مراسلات مع هيئة السياحة الروسية خلال العام الماضي تم خلالها دعوة شركات السياحة و الوكالات الروسية لزيارة سوريا.
إيهاب (32 عاماً) واحد من أصحاب المحلات والمؤسسات التجارية التي تسعى إلى استقطاب الجنود الروس الذين وصلوا إلى اللاذقية، المنطقة التي يتمتع فيها النظام السوري بنفوذ بالغ، يقول لوكالة فرنس برس: ” إنه مشروع اقتصادي رابح، فقد زادت المبيعات بنسبة 20%، كما أنهم لا يجادلون في الأسعار”.
مع العلم أن مستوى الدمار في سوريا لم يسبق له مثيل، حيث كشفت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية عن أن خمسة من المواقع الأثرية السورية الستة المسجلة لدى منظمة اليونسكو كمواقع أثرية عالمية قد تعرضت لدمار كبير جراء الحرب الدائرة في سوريا، فقد طال الدمار مواقع ومبان أثرية في جميع أرجاء سوريا، بما فيها مساجد تاريخية ومبان حكومية وقصور، وقد تحولت بعضها إلى أنقاض حسبما يقول باحثون ومختصون لدى الجمعية الأمريكية لتطوير العلوم.
حيث تصدرت مدينة حلب بالمرتبة الأولى بالنسبة للدمار الذي لحق بها، فقد فقدت جزءاً كبيراً من هويتها وشخصيتها الحضارية، مما استحال ترميم ما دُمّر لأسباب مادية و أخرى بشرية، بالإضافة إلى أكبر موقع أثري و هو تدمر، حيث كانت الآثار الرومانية في مدينة تدمر الواقعة وسط الصحراء السورية من أهم المعالم السياحية في سوريا.
وتظهر الصور الفضائية مدى الدمار الذي اصاب هذه الآثار – بما فيها المسرح الروماني – جراء القصف المدفعي ونشاط القناصة علاوة على استخدام هذه المواقع كقواعد لإطلاق الصواريخ ومرابض للدروع.
بذلك يكون النظام قد خسر أكبر مصدر سياحي و اقتصادي بين المناطق السورية و خاصة في حلب، لذلك عمل النظام على جلب الروس إلى دويلته العلوية التي تشكل نسبة 11% من سوريا، من خلال ترسيخ وجود المنطقة الآمنة في أذهانهم والملائمة للسياحة بشكل كبير.
المركز الصحفي السوري ـ ظلال سالم