تسجل المناطق المائية شمال غرب سوريا خلال أيام الصيف بشكل شبه يومي حوادث غرق كثيرة معظمها تنتهي بحالات وفاة، بينما تسعى فرق الإنقاذ والأهالي لإنقاذ بعض الأرواح.
بحسب فريق الدفاع المدني السوري، توفي ستة مدنيين غرقاً في شمال غرب سوريا خلال أيام عيد الأضحى الأربعة، بينما أنقذت فرق الدفاع المدني 8 أشخاص من الغرق.
وفي منشور آخر قال الدفاع المدني السوري أن طفلاً توفي الأربعاء الفائت 13 تموز/يوليو غرقاً في نهر الفرات بمنطقة جرابلس شرقي حلب ليرتفع عدد الوفيات غرقًا إلى سبعة أشخاص، في حين بلغ عدد الحالات التي تم إنقاذها من الغرق 20 حالة خلال الأسبوع الفائت.
واليوم الجمعة 15 تموز/يوليو، انتشلت فرق الدفاع المدني جثتا شابين اثنين توفيا غرقاً في بحيرة ميداني بمنطقة عفرين شمال حلب، وبذلك ارتفعت أعداد الوفيات الإجمالية غرقاً إلى عشرين ضحية ما يقارب نصفهم خلال الأسبوع الفائت.
الجدير ذكره أن تلك الوفيات التي من بينها طفلين اثنين توزعت على ثلاثة وفيات في منطقة جرابلس بريف حلب الشرقي، وشاب في دركوش وشابين اثنين في عين الزرقاء بريف إدلب الغربي، كما تم العثور على جثة طفل في نهر دير بلوط بمنطقة عفرين واثنين في بحيرة ميدانكي.
لجوء الأهالي للسباحة في فصل الصيف
مع انعدام وسائل التبريد في معظم مناطق الشمال السوري وخاصة في مخيمات النازحين، يلجأ الأهالي خاصةً الشباب للسباحة في الأنهار والبحيرات شمال غرب سوريا للتخفيف من المعاناة من حرّ الصيف.
ويقول “أحمد إسماعيل” أحد النازحين إلى ريف عفرين أنه يلجأ مع رفاقه للسباحة والاصطياف في بحيرة ميدانكي القريبة، وأنها ملاذ للكثيرين رغم خطورة السباحة فيها وتسجيل العديد من الوفيات غرقاً هناك لكنه يحذر من الاقتراب منها لغير المتمكنين والذين لا يأتون بمجموعات.
يضيف أحمد “نحن نأتي بمجموعات ونعرف السباحة وأصولها جيداً، لكن طبيعة الأرض الصخرية والتربة تجعل السباحة في بحيرة ميدانكي صعبةً للغاية لذلك لا تخلوا طلعاتنا من وسائل السلامة كسترات النجاة والإطارات التي تساعد على العوم”
لماذا تعتبر السباحة خطرة في مياه شمال غرب سوريا؟
تحتوي مناطق شمال غرب سوريا العديد من المساحات المائية كنهري العاصي والفرات وبحيرة ميدانكي وغيرها، وتعتبر تلك المساحات غير مناسبة للسباحة لانحدار أغلبها وعمق مياهها، أو كونها مياه جارية كالأنهار.
وتكمن خطورة السباحة في المنطقة أيضاً بحسب ما صرح “بيبرس مشعل” المتطوع في الدفاع المدني للمركز الصحفي السوري أنّ معظم المساحات المائية هي مياه باردة وتنتشر بقيعانها الأعشاب ما تسبب حالات غرق فجأة، بالإضافة لوجود تيارات مائية تتفاوت قوتها قد تؤدي لتشنجات عند السباحة.
أكمل مشعل أن بعض المسطحات تحتوي على كتل صخرية قد يرتطم فيها السباح وتؤدي لفقدانه الوعي، في حين بحيرة ميدانكي على وجه الخصوص تحتوي على أعماق طينية تنعدم فيها الرؤية على المسافات القريبة من سطح الماء ما يشتت وجهة السباح ويؤدي لفقدانه.
ما الصعوبات التي تواجه عمل الدفاع المدني في إنقاذ الغرقى؟
يكمل بيبرس مشعل أنّ الدفاع المدني يواجه صعوبةً في معرفة اتجاه الغريق في معظم الأحيان وزيادة رقعة البحث عنه، وتزداد الصعوبات عند غرق أحد الأشخاص في بحيرة ميدانكي التي تعتبر بحسب قوله من أخطر المسطحات المائية في المنطقة لضحولة مياهها وانتشار الصخور فيها بكثافة، بالإضافة للجوء أشخاص غير مهيئين للإنقاذ عند غرق شخص ما ولا يملكون معدات سلامة أو لديهم دراية بأمور الغطس.
ووجه الدفاع المدني على لسان مشعل نصيحةً للأهالي بعدم السباحة في تلك الأنهار والبحيرات كونها شديدة البرودة وغير آمنة للسباحة، وحذّرهم من السباحة في الأوقات التي تزداد فيها سرعة التيار.
وفي حال أرادوا السباحة يجب اصطحاب معدات السلامة كستر النجاة والإطارات المطاطية التي تساعد على الطفو وحبال الإنقاذ، وعدم السماح للأطفال بالسباحة في تلك الأماكن كونها تضاريس مغمورة يصعب معرفة تضاريسها وانعدام الرؤية فيها لانتشار الطين بكثافة.
كما أنّ الدفاع المدني السوري يقول أنه ورغم إنشاء نقاط إنقاذ مائي متقدمة إلا أن السباحة لم تعد آمنة على الإطلاق، وأن تلك النقاط تقلل من حالات الغرق ولا توقفها فالعاتق الأول يقع على الأهالي الذين يتوجب عليهم عدم السماح لأولادهم بالسباحة فيها.
مدينة أهلها عطشى بالرغم من عشرات الينابيع فيها وسط سوريا
إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع