قلل متابعون للشأن التركي من مصداقية التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية التركي مولود تشاووش والتي تحدث فيها عن توافق بين بلاده والولايات المتحدة حول تقديم دعم جوي للمعارضة السورية.
وقال المتابعون إن السلطات التركية ظلت طيلة أربع سنوات من الأزمة السورية تطلق التصريحات المتتالية دون أن تقدم أي دعم فعلي للمعارضة السورية المعتدلة، وأن ما كان يقوله الرئيس الحالي ورئيس الوزراء السابق رجب طيب أردوغان عن وقوفه إلى جانب الشعب السوري كان إما تصفية الحساب مع الرئيس السوري بشار الأسد وإما ليجد منه بوابة لابتزاز حليفي الأسد إيران وروسيا والحصول على مقابل.
واتهم معارضون لأردوغان بأنه يرسل الأسلحة والمعدات إلى الجماعات المتشددة في سوريا القادمة من خارج الحدود، متسائلين كيف يمكن أن يقدم الرئيس التركي دعما جويا للمعارضة السورية لتقاتل تنظيم داعش أو النصرة الذين دأبت المخابرات التركية على تزويدهما بالأسلحة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن الدعم الجوي سيوفر الحماية للمقاتلين السوريين الذين تلقوا تدريبا في إطار برنامج تقوده الولايات المتحدة على الأراضي التركية.
ولم يقدم تشاووش أوغلو تفاصيل عما يعنيه “من حيث المبدأ” أو نوع القوة الجوية التي ستقدم أو من الذي سيقدمها.
وقال لصحيفة ديلي صباح التركية المؤيدة للحكومة خلال زيارة إلى سول “يجب تقديم الدعم لهم من الجو. إذا لم توفر لهم الحماية أو تقدم الدعم الجوي فما هي الجدوى؟”.
ولم يستبعد محللون محليون أن يكون كلام تشاووش جزءا من السجال الانتخابي السائد في تركيا، وأن الهدف منه إظهار أن أردوغان ما يزال محافظا على وعود سابقة بقيادة جهود إسقاط الأسد ودعم إخوان سوريا للصعود إلى الحكم.
وتتحمل تركيا جزءا كبيرا من المأساة الإنسانية التي تعيشها سوريا من خلال فتح حدودها أمام المقاتلين الأجانب الذين غيروا وجه المعركة وخرجوا بها من بعدها الوطني، أي بين الأسد ومعارضيه، لتصبح حربا إقليمية تعدد فيها الوكلاء والمدعومون من دول مثل قطر وتركيا.
وقال معارض سوري إن تصريح وزير الخارجية التركي يصادف يوم عطلة رسمية في الولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي يحول دون توضيح رسمي أميركي حول مدى صحة الاتفاق الذي أعلنه تشاووش.
العربArray