حملت تركيا الخميس 18 فبراير/شباط 2016، الانفصاليين الكرد على أرضها وأبرز فصيل كردي سوري مسؤولية تفجير بالسيارة المفخخة استهدف قافلة عسكرية موقعاً 28 قتيلا في أنقرة ليلة الأربعاء، كما حملت النظام السوري المسؤولية لما يحدث في تركيا، متوعدة بالرد المناسب، في تطور من شأنه أن يزيد حدة التوتر في سوريا المجاورة.
التفجير القوي استهدف 5 حافلات تنقل عسكريين أثناء توقفها عند إشارة المرور في وسط العاصمة مساء الأربعاء. وأصيب 61 شخصا بجروح. وهو من أكثر الهجمات دموية في السنوات الماضية ضد جيش تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي.
وقتل 6 جنود أتراك على الأقل الخميس في هجوم على قافلتهم في جنوب شرق تركيا، نسبته مصادر أمنية إلى الانفصاليين الكرد كذلك.
رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو صرح الخميس لصحافيين “هذا الهجوم الإرهابي نفذته عناصر من المنظمة الإرهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) (PKK) وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا” YPG)، مضيفا أن الشرطة أوقفت 9 أشخاص في إطار تحقيقها.
وأضاف أوغلو “اسم منفذ الاعتداء صالح نصار المولود عام 1992 في مدينة عامودا بشمال سوريا وشاركت وحدات حماية الشعب، في تنفيذ الاعتداء”.
وتوعد داود أوغلو بأن المنفذين “سيدفعون ثمنا”.
وسارع ممثلون عن الطرفين المتهمين إلى نفي تورطهما. وقال صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي، (PYD) الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب، في اتصال هاتفي مع فرانس برس “ننفي أي ضلوع في هذا الهجوم”، مضيفا أن “هذه الاتهامات مرتبطة بالتدخل في سوريا”.
ونفى المسؤول في حزب العمال الكردستاني جميل بايك بدوره ضلوع حزبه في التفجير.
وتخوض تركيا منذ عقود مواجهات دامية مع حزب العمال الكردستاني.
وتعتبر تركيا حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي (PYD) وجناحه المسلح (YPG) “منظمتين إرهابيتين” لارتباطهما بالإنفصاليين الأكراد الأتراك في حزب العمال الكردستاني (PKK) المسؤول عن عديد من التفجيرات والعمليات التي راح ضحيتها مواطنون أتراك.
وأعلن حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي (PYD) وجناحه المسلح (YPG) ما أسماه “الإدارة الذاتية الكردية” (روج آفا) في شمال سوريا في مقاطعات: الجزيرة (الحسكة) وعفرين (ريف حلب) وكوباني (عين العرب).
وتصنف أميركا حزب العمال الكردستاني “منظمة إرهابية”، لكنها تتعاون مع وحدات حماية الشعب في إطار الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
500 مقاتل الى سوريا
ومنذ السبت، تقصف المدفعية التركية بوتيرة يومية مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في مناطق قريبة من الحدود التركية. وكان المقاتلون الكرد أحرزوا تقدما في هذه المنطقة بعد معارك مع فصائل مقاتلة معارضة للنظام، ويحاولون التقدم نحو مدينة أعزاز القريبة من الحدود التركية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد الخميس أن ما لا يقل عن 500 مقاتل سوري معارض عبروا الحدود التركية إلى أعزاز.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن عبور المقاتلين تم “بإشراف من السلطات التركية”.
رئيس الحكومة التركي أحمد داود أوغلو كان قد أعلن الاثنين أن بلاده لن تسمح بأن تسيطر وحدات حماية الشعب على أعزاز.
وجددت تركيا التي تخشى قيام حكم ذاتي كردي على حدودها يشجع كرد تركيا على المطالبة بالمثل، هذا الأسبوع المطالبة بـ”منطقة آمنة” في سوريا تشمل أعزاز.
ضربات في العراق
وبعد ساعات على وقوع اعتداء أنقرة، شن الطيران الحربي التركي غارات على أهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بناء على معلومات استخباراتية أفادت عن وجود عشرات المقاتلين بينهم قيادي في المنطقة، كما أعلن الجيش.
وقال داود أوغلو إن 70 مقاتلا قتلوا في الغارات.
ووقع هجوم الأربعاء في منطقة يقع فيها مقر رئاسة أركان الجيش والبرلمان التركي ومكاتب رئيس الوزراء.
وأظهرت الصور أن حافلتين على الأقل احترقتا بالكامل فيما سمع دوي الانفجار في مختلف أنحاء المدينة وتسبب بذعر لدى السكان.
ودفع التفجير برئيس الوزراء التركي إلى إلغاء زيارة كانت مقررة إلى بروكسل الخميس، لبحث أزمة الهجرة في أوروبا. كما ألغى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إلى اذربيجان.
ونددت أميركا بشدة “بالهجوم الإرهابي ضد عسكريين ومدنيين أتراك”، وأكدت تضامنها مع حليفتها في حلف شمال الأطلسي.
وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الحلف “يقف جنبا إلى جنب في المعركة ضد الإرهاب”.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بالوقوف إلى “جانب تركيا وشعبها في هذه الأوقات الصعبة”.
وتركيا في حال تأهب منذ أشهر عدة بعد سلسلة هجمات على أراضيها منذ الصيف الماضي، نسبت السلطات التركية معظمها إلى تنظيم الدولة الاسلامية. وكان أكثرها دموية في 10 أكتوبر/تشرين الأول وقد أسفر عن مقتل 103 أشخاص في أنقرة أثناء تجمع استعدادا للمشاركة في تظاهرة.
وفي 16 يناير/كانون الثاني وقعت عملية انتحارية استهدفت سياحا المانا في حي سلطان أحمد السياحي في اسطنبول وأدت إلى مقتل 11 منهم.
الوضع الانساني في سوريا
ومن شأن الاتهامات التركية الأخيرة ان تزيد من التوتر والتعقيد في النزاع السوري المستمر منذ 5 سنوات والذي وصفه تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود اليوم بـ”الكارثي”.
وأفاد المرصد السوري عن مقتل 15 مدنيا الخميس، في غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في مناطق واقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا.
وأحصت منظمة أطباء بلا حدود 7 آلاف قتيل وحوالى 155 ألف جريح عام 2015 في المرافق الطبية التي تدعمها في سوريا.
وشدد التقرير على أن هذه الأعداد ما هي إلا “نموذج صغير نسبيا عن مدى الأضرار الحقيقية الناجمة عن الحرب”.
عربي