قدّر مسؤول في حزب تركماني سوري عدد التركمان السوريين المتمسكين بلغتهم ومطالبهم القومية بنحو مليونين ونصف المليون، وقال إنهم منتشرون في مختلف أنحاء العالم، ونفى أن يكون ولاء هؤلاء لتركيا وقال إن سوريا وطنهم الأبدي ولا تطغى أيّ علاقة مع أيّ دولة على مفهومهم الوطني.
وقال طارق سلو جاوزجي، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية التركمانية السورية، لـ”العرب” إن “هناك نحو مليونين ونصف المليون من التركمان السوريين المتمسكين بلغتهم ومطالبهم القومية، منهم نحو مليون ونصف المليون يتكلمون التركية ومتواجدون في كافة أنحاء الوطن، لكن مطالبهم ليست انفصالية إطلاقاً بل هي مطالب مطابقة لمطالب بقية السوريين المعارضين للنظام”.
وشدد المسؤول الحزبي التركماني السوري المعارض على أن حزبه، وعلى الرغم من أنّه حديث العهد وتأسس قبل سنتين، ويضم السوريين المدافعين عن حقوق التركمان السوريين ويعمل على تنمية وتفعيل دورهم، حريص على وطنيته السورية لا غيرها، وقال “حزبنا حريص على رسم سياساته التي تحاكي وتنسجم مع تطلعات الشعب السوري، فنحن ننتمي لثورة الشعب السوري التي تهدف إلى الحرية والكرامة من خلال التخلص من الدكتاتورية والاستبداد، وخصوصيتنا أننا شديدو الحرص على وحدة الشعب والتراب السوري لأن سوريا وطننا الأبدي”.
ونفى بشكل قاطع أن يكون للتركمان أيّ مطالب انفصالية وشدد على ضرورة أن تكون سوريا المستقبل دولة مدنية تعددية.
وأشار القيادي التركماني بدبلوماسية إلى خطر المدّ الكردي في شمال سوريا، وخاصة شمالها الغربي حيث يتركز الوجود التركماني، وأكّد على أن الأكراد شركاء في الوطن يجب التعايش والتعاون معهم بعيداً عن الأطراف المتطرفة منهم.
وتؤكد المعارضة السورية أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي استغل التدخل الروسي وفوضى الوضع القائم في سوريا وقام بتهجير التركمان والعرب من المناطق الحدودية مع تركيا بهدف رسم حدود لإقليم كردستاني، وطرد وفق تقديرات أحزاب تركمانية نحو عشرة آلاف من التركمان السوريين من ريف حلب وحده، والأمر نفسه مارسه تنظيم الدولة الإسلامية الذي يُركّز على قتال كتائب المعارضة أكثر من تركيزه على مقاتلة النظام، وحاول التمدد باتجاه المناطق التركمانية.
وانتقد جاوزجي اختيار تركيا لخالد خوجا، رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، كممثل حصري ووحيد لتركمان سوريا ورَفَضه، وقال “نحن شعب من شعوب المنطقة ومكوّن فعال في بنية المجتمع السوري، ولا يمكن بأيّ شكل من الأشكال اختزال تمثيلنا بشخص واحد أو بلون واحد، لأننا نمتلك تنوعنا الداخلي، وكذلك تعدد مشاربنا السياسية”.
ورغم تأكيده بأن القوى العسكرية التركمانية قادرة على الصمود، إلا أنّه اعترف أن دخول روسيا على خط الصراع العسكري أثّر كثيرا على قدرات هذه القوى وجعل الصراع غير متكافئ، وأشار إلى أنها ستُغيّر تكتيكاتها لتستمر، وقال “المعركة غير متكافئة بالشكل الذي تجري عليه في هذه المرحلة بعد تدخّل الروس، ونحن عازمون على الاستمرار بكفاحنا ولكن بطرق وأدوات مختلفة”، وكتائبنا التركمانية التي تضم محاربين من أبناء الجوار الجغرافي ومن كافة مكونات الشعب السوري الذين يدافعون عن أهلهم وقراهم قادرة على الصمود”.
وشكّلت الأقلية التركمانية السورية كتائب ثورية للدفاع عن نفسها في مناطق وجودها في الشمال السوري، في اللاذقية وحلب وحمص والرقة وغيرها، وشاركوا الكتائب المسلحة المعارضة الأخرى القتال جنباً إلى جنب ضد قوات النظام والقوات الإيرانية وتنظيم الدولة الإسلامية، ورغم أنهم شددوا على اعتدالهم وخاضوا معارك شرسة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن روسيا شنّت هجمات جوّية كثيفة على مناطق سيطرتهم وخاصة في (جبل التركمان) الذي يضم 27 قرية تجمع ما يزيد عن 80 ألف تركماني من أجل إبعاد خطرهم عن الساحل معقل النظام السوري، كما سهّلت روسيا والنظام لميليشيات كردية سورية بأن تتمدد صوب مناطقهم، ما اعتبره الكثير من التركمان تهديداً وجودياً، وسعت تركيا لدعمهم عسكرياً لوجود مصلحة لها في وقف التمدد الكردي غرب نهر الفرات في شمال سوريا.
وانتقد نائب رئيس حزب الحركة الوطنية التركمانية السورية المعارضة السورية لعدم تمثيل التركمان في المفاوضات في مؤتمر جنيف الثالث، وقال “نحن عاتبون جداً لعدم تمثيلنا في وفد المفاوضات، وهذا ترك انطباعا بالاستهانة بشهدائنا وتضحياتنا لدى جماهيرنا، ويمكن الحكم على أداء الهيئة العليا للمفاوضات بأنه جيد لكننا نتطلع إلى النتائج التي نتمنى أن تفضي إلى التغيير الذي يلبّي طموحات الثورة السورية”.
ويعتقد تركمان سوريا أن نجاح الثورة سيجعلهم ينالون حقوقهم، وقد خسروا نحو أربعة آلاف مقاتل في الحرب الدائرة منذ خمس سنوات لهذا الهدف.
العرب