تستقطب مهنة جمع وإعادة تدوير النفايات بريف إدلب رغم مخاطرها الكثير من الأهالي وخاصة ممن اضطروا لترك منازلهم خلال الحرب لتأمين مصدر رزق لأطفالهم وعائلاتهم في أماكن التهجير
تخفف معامل تدوير النفايات من التلوث
نحو سبعين عامل يقومون شهرياً بتدوير أكثر من ٤٠طناً من مخلفات المواد البلاستيكية والنايلون التي يتم جمعها من أكوام النفايات والقمامة والباعة المنتشرين في قرى وبلدات إدلب في معمل صناعة الخردة على طريق باب الهوى
وتسبب أكوام البلاستيك والنفايات بحسب فريق SARD مصدر تلوث للأهالي مع ماتشكله من مخاطر بيئية يستغرق أثرها زمنا طويلا.
ورغم مخاطر الأمراض والأوبئة يحوّل العاملون بالمعمل على مدار الأسبوع أكثر من ١٠ طن مواد صالحة للاستخدام بعد تدويرها عن طريق آلات الطحن والنشر والتقطيع والطبخ لخراطيم بلاستيكية بقياسات مختلفة وكراسي وحصر
رائد النازح عن بلدته بريف حماة منذ العام ٢٠١٥ لم يكمل الشهر في مهنة الفرز بقسم المعمل بسبب ظروف العمل والأدخنة والأبخرة التي تتصاعد من الآلات وعدا عن تدني الأجرة التي تصل ٣٠ ليرة تركي يومياً، يقضي ساعات طوال تحت أشعة الشمس من الصباح
بين التجمعات تفتح ورش أبوابها
استقطبت مهنة إعادة تدوير المواد البلاستيكية وعلى مدى السنوات الماضية من مخيمات المهجرين منطلق لافتتاح أكثر من عشرين ورشة بخاصة في منطقة دير حسان، وأطمة، وحزانو شمال إدلب، مستغلين وفق قول فواز العلي حاجة الأهالي للعمل بسبب انتشار البطالة والفقر بين القابعين، وقربها من مصادر موادها الأولية ضمن أكوام القمامة والنفايات
موضح أن الكثير وبخاصة الأطفال توجهوا لمهنة جمع الأواني البلاستيكية والنايلون لبيعها مقابل ليرة إلى ليرتين عن كل كيلو لمساعدة ذويهم بسبب تفاقم الوضع المعيشي الذي يعيشه وفق فريق منسقوا الاستجابة بالشمال ٨١ %من أبناء المخيمات دون عمل مقابل ٩٦ % من النساء وأكثر من ٥٠ بالمية بالعموم.
يقطع ابراهيم النازح قرب كلّي يومياً مسافة للوصول لمخيم الهباط قرب إدلب الذي تحوّل وجهة للكثيرين علهم يجدون بين أكوامه مدخولهم اليومي قبل أن يتحول مصدر ذعر بسبب أكوام القمامة الكبيرة التي تتجمع وتتكدس على ارتفاعات عالية أودت قبل أكثر من عام بحياة ثلاثة أطفال
ارتفاع كلف تشغيل الآلات
ولجانب التخفيف من مخاطر التلوث ومخلفات الحرب يرى صاحب معمل تدوير نفايات م، م، نازح من ريف معرة النعمان الشرقي قرب سرمدا ان ارتفاع كلف تشغيل معدات المعمل بالمازوت عالية، موضحاً أنه ارتفاع سعر برميل المازوت المحسن التي تجاوزت ١٤٠ دولار، قللنا من ساعات العمل لتخفيف النفقات
ناهيك وفق قول اختصاصي محمد إسماعيل مخاطر المحروقات المستخدمة على العمال تؤدي لرفع نسبة التلوث بالأشعة وغازي ثاني أكسيد الكربون بالأجواء وجميعها خطيرة على الصحة العامة.
المهنة تلقى رواج
ورغم المخاطر الصحية والملوثات يعتبر أبو يحيى المريض بالقلب بريف إدلب الغربي من مهنة جمع الخردة بسيارته يومياً مع شقيقه مصدر رزقهم الوحيد التي تدر عليهم مرابح للعيش واطعام أفراد أسرهم
يقضي أبو يحيى ساعات وهو يجول بسيارته بين القرى والبلدات بما فيها منطقة جبل الزاوية قرب خطوط التماس مع قوات النظام لشحن الخردة لمعمل تدويرها بإدلب مشيرا ان المعامل على قلتها من أصل أكثر من ١٥ قبل الحرب تستقطب الكثير من تجار الخردة للحصول على دخل.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع – تقرير خبري – نضال بيطار