تتواصل مشاهد ومحاولات التفجيرات في مناطق سيطرة الجيش الوطني المدعوم تركياً شمال سوريا، في منحىً متصاعدٍ ينذر بتدهور الوضع الأمنيّ في المنطقة وسقوط مزيدٍ من الضحايا.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
نقلت إحدى الصحف التركية اليوم عن ولاية غازي عنتاب، تمكّن دوريات الأمن العام والشرطة في ريف حلب يوم أمسٍ الأحد، من إحباط هجومٍ على مشفى الغندورة في منطقة جرابلس، من خلال القبض على مشتبهين من منظمة pkk التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، كانا يخططان لتفخيخ وتفجير المشفى العام في بلدة الغندورة، ومصادرة سلاحٍ وذخيرةٍ بحوزتهما.
كما نجح الجيش الوطني مطلع الشهر الجاري، من ضبط سيارةٍ ملغّمةٍ معدّةٍ للتفجير قادمةٍ من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في منطقة بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي.
وكان قد قُتل نحو 20 شخصاً بينهم نساءٌ وأطفالٌ، نتيجة وقوع 3 تفجيراتٍ متتاليةٍ خلال أقل من 24 ساعةً في شهر كانون الثاني الماضي، في مناطق سيطرة الجيش الوطني في اعزاز وعفرين شمال حلب وبزاعة شرق حلب.
وكان آخر الاستهدافات في منطقة الجيش الوطني يوم أمسٍ، فقد انفجرت سيارة فان في سوق بلدة جنديرس شمال حلب، ما أسفر عن وقوع جرحى، عقب أيامٍ على انفجارٍ مماثلٍ في سوق مدينة الراعي بريف حلب الشمالي، الذي خلّف قتيلٍ وعدة جرحى.
أثارت تلك التفجيرات التي تتّسم بالعشوائية كون معظمها يضرب الأسواق والمناطق المزدحمة، الاحتقان الشعبي ضد السلطات الأمنية المسيطرة على المنطقة وسط اتهاماتٍ لها بالتسيّب والفساد والعجز عن ضبط الوضع الأمني.
زاد معدل عمليات التفجير بالمفخخات والعبوات الناسفة في المنطقة، منذ انطلاق العملية التركية “نبع السلام” في تشرين الأول عام 2019 ضد قوات سوريا الديمقراطية.
وتتّهم تركيا وقيادة الجيش الوطني قوات سوريا الديمقراطية بالوقوف وراء التفجيرات التي تهدف بحسب تصريحات كلٍّ منهما، إلى ضرب استقرار المنطقة.
لابدّ من الإشارة إلى أن أطرافاً أخرى بالإضافة إلى قوات سوريا الديمقراطية، تستفيد من زعزعة استقرار المنطقة كالنظام وتنظيم الدولة، إلا أن المناوشات المتكررة بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية وطول خط التماس الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، يرجح وقوف الأخيرة وراءها.
ويتهم ناشطون قوات سوريا الديمقراطية بمصادرة السيارات القادمة من مناطق سيطرة الجيش الوطني وتفخيخها دون علم صاحبها و تسليمها له، ليتم تفجيرها لاحقاً. ويساهم في نجاح تلك العمليات وجود العديد من الطرق الفرعية والزراعية التي لاتخضع للتدقيق.
لاقت التفجيرات الأخيرة منذ مطلع العام الجاري، إدانة كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة اليونيسيف التابعة لهيئة الأمم المتحدة.
يحتدم الصراع بين القوى المتناحرة في البلاد، ويبقى الخاسر الأكبر في تلك المواجهات هم المدنيّون ممن لايملكون من أمرهم شيئاً.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع