تخرج أحمد من المعهد التقاني للعلوم المالية والإدارية بتقدير جيد جداً، وذلك بعد عناء سنتين مع تكاليف الجامعة الباهظة من أجور سكن وأقساط جامعية وغيرها، لكنه اليوم يجلس بلا عمل ويشعر أنّ عامين ضاعا من عمره سدىً.
يقول أحمد بعدما غلب اليأس على ملامحه وأحبط من تلك الحالة “كافحنا للحصول على الشهادة الجامعية في المناطق المحررة، وعندما تخرجنا نتفاجأ أنّ المنظمات تطلب خبرةً لسنوات طويلة شريطة قبول الموظفين، ونحن كخريجين جدد من أين لنا بتلك الخبرات مالم ترعانا المنظمات ونتدرب في كنفها؟”
عانى أحمد من ظروف دراسية صعبة ففي سنواته الدراسية تعرضت بلدته للقصف ونزح مع عائلته، ويضيف “كنا نتعرض للقصف في ريف إدلب الجنوبي بداية عام 2019، ونزحنا من هناك جميعًا ما أدى لسوء حالتنا الاقتصادية أضعافًا مضاعفة، عدا عن فقدان أحد أفراد العائلة جرّاء القصف، ومع ذلك أصررت على استكمال التعليم”
كان أحمد يجد صعوبة بين النزوح والسكن في مدينة إدلب والانتقال إلى حياة جديدة والعيش في مخيم، ظروف صعبة يعزيه فيها أمله في التخرج والحصول على وظيفة في الشمال السوري المحرر تمكّنه من تأمين حياة كريمة له ولعائلته.
يقول أحمد “كنت في قمّة السعادة عندما تخرجت من الجامعة وانتهيت من سنتين كانتا بمثابة عشر سنوات لما حملتاه من مشقة ومتاعب حتى تخرجت في عام 2020 وبدأت أرسم أحلامًا أمام عيني بأنني سأساعد عائلتي بعد حصولي على الوظيفة، فعائلتي حرمت نفسها الكثير لتأمين تكاليف الدراسة لي”
حاول أحمد بعد تخرجه أن يحضر تدريبات تزيد من خبرته العملية وأن تكون فرصته أكبر في الحصول على فرصة عمل، فحضر تدريبات عدة في الإدارة والحاسوب والاتصال وغيرها، ولكن للآن تبوء مساعيه بالفشل.
“كنت متحمساً بعد تخرجي، اعتقدت أنّ المنظّمات والمؤسّسات العاملة في الشمال السوري سترحب بي عند تخرجي، وأنني سأدعى لإحدى المقابلات بعد تسجيلي على روابط العمل وتقديم السيرة الذاتية “CV” والشهادات، ولكن أدركت بعد تسجيلي على عشرات الروابط أنني لن أجد فرصةً هنا فالموضوع عبارة عن وساطات ومحسوبيات، خاصةً عندما أرى أنّ غير الأكاديميين يعملون والأكاديميّ لا يحصل على فرصته”
إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع