أصبح تصنيع الكبتاغون في قلب النظام أحد قصص نجاح الأعمال التجارية الحديثة الوحيدة في سوريا, صناعة نامية كبيرة ومعقدة لدرجة أنها بدأت تنافس الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد المسطح نفسه. وفق ما نشرت صحيفة “الغارديان” أمس الجمعة 7 أيار/مايو وترجم عنها المركز الصحفي السوري بتصرّف.
من أنقاض سوريا، والانهيار الكارثي المماثل عبر الحدود في لبنان، حيث عثر المسؤولون السعوديون في أواخر نيسان/أبريل، على شحنة من الكبتاغون مخبأة في الرمان، وتم تصديرها من بيروت. تتبلور الحقيقة, فكلا البلدين يتحولان بسرعة إلى دول تملؤها المخدرات.
قبل مصادرة ملايين حبوب الكبتاغون في نيسان/أبريل، تم اعتراض ما لا يقل عن 15 شحنة أخرى من العقار في الشرق الأوسط وأوروبا في العامين الماضيين, جميعها تم شحنها من سوريا. أو عبر الحدود في لبنان، حيث تشكلت شبكة عائلات الجريمة وزعماء الميليشيات والشخصيات السياسية عبر الكارتلات الحدودية التي تصنع وتوزع كميات من المخدرات على نطاق صناعي. بحسب ما قال 6 من مسؤولي الشرطة والاستخبارات في الشرق الأوسط وأوروبا.
قال مسؤول كبير في بيروت: “إنهم أناس خطيرون للغاية, وهم لا يخافون من أحد, إنهم يتنقلون على مرأى من الجميع “.
إن الحدود بين البلدين هي منطقة ينعدم فيها القانون، حيث يعمل المهربون بتواطؤ المسؤولين من كلا الجانبين، ينقل فيها المهربون المنتجات النهائية “الحشيش والكبتاغون”.على طول طريق يمتد في سهل البقاع اللبناني، ومدينة القصير الحدودية السورية والطرق شمالاً عبر معقل عائلة نظام الأسد باتجاه موانئ اللاذقية وطرطوس.
يذكر أنّ اللاذقية تعرضت على وجه الخصوص لرقابة مكثفة من قبل الشرطة ووكالات المخابرات الأوروبية والأمريكية.
فابن عم رأس النظام “سامر الأسد” شخصية مؤثرة في الميناء ويجب على أي شخص يريد العمل أن يدفع جزءاً كبيراً من العائدات مقابل الوصول إلى الشبكات والحماية.
وبالرغم من التدقيق في الميناء فقد تنافست عمليات النقل مع ذروة عصابة سينالوا المكسيكية من حيث الحجم والكفاءة وهي تشمل 5 أطنان من الكبتاغون. عثر عليها في اليونان في تموز/يوليو 2019، وعمليتا شحن مماثلة في دبي في الأشهر اللاحقة، و4 أطنان من الحشيش في مصر في نيسان/أبريل 2020 مملوكة لرجل الأعمال السوري “رامي مخلوف”.
الكبتاجون هو أحد الأسماء التجارية العديدة لمركب دواء فينيثيلين هيدروكلوريد, وهو منبه مع خصائص إدمانية، يتم استخدامه للترفيه في جميع أنحاء الشرق الأوسط ويطلق عليه أحياناً “كوكائين الرجل الفقير” كما يتم استخدامه من قبل الجماعات المسلحة والقوات النظامية في حالات القتال، حيث يُنظر إليه على أنه يمتلك خصائص تعزز الشجاعة وتقلل من المخاوف.
الجدير ذكره أنّه تمّ اعتراض أكبر شحنة من المخدرات على الإطلاق بقيمة تزيد عن مليار يورو في ميناء ساليرنو الإيطالي، والذي يعتقد أنّه كان نقطة وسيطة في طريق الشحنة إلى دبي.
رابط التقرير
https://www.theguardian.com/world/2021/may/07/drug-captagon-turning-syria-into-narco-state?fbclid=IwAR1-Wh7INdSvTsCao4t3IBuL3qLAl3C1oxsD6t6d3zaTMAfTz4xxHtouSEY
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع