دفعت الظروف المعيشية القاسية التي تمر على معظم الأسر السورية في البلاد، السوريين إلى البحث عن مصادر دخل تعينهم على الحياة.
وجدت سيدات سوريات أنفسهن مجبرات على إعانة أسرهم بعد عجز دخل معيلها عن تأمين قوت العيش، لتلجأ البعض منهن لبيع جدائلهن.
هام جداً…كيف يسلب القانون السوري الأملاك وماهي الدساتير المشرعة لذلك؟
ازدهرت في السنوات الأخيرة تجارة بيع الشعر الطبيعي للنساء، حيث عمدت إلى تطويل شعرهن والعناية به لبيعه عبر عرضه في مجموعات التواصل الاجتماعي، أو لدى صالونات الحلاقة والتجميل.
يتم تقدير سعر الجديلة بعد وزنها بالغرام، وفقاً لطولها والحالة الصحية للشعر، وكلما زاد طول الوصلة وصحتها كلما ارتفع الثمن الذي ستحققه، حيث يعد الشعر البِكر من أغلى أنواع الشعر الطبيعي.
يعتبر الشعر البكر، وهو شعر لم يُصبغ أو يُعالج ، مطلب معظم المشترين، ويحقق مبلغًا من المال أعلى بكثير من ذلك المصبوغ أو المفرود أو المموج بمواد كيميائية، كونها تسبب التلف للشعر، فالمشترون يبحثون عن شعر في حالته الأصلية. ويمكن بيع الشعر المعالج إلا أنه لن يُباع بالثمن الذي يُباع به الشعر البكر.
لاتوجد تسعيرة رسمية للشعر الطبيعي. إلا أن سعر الغرام من الشعر بعد حبكه يتراوح بين 1000 و 2000 ل. س؛ لتصل قيمة وصلات الشعر وسطياً بين 150 إلى 200 ألف ل.س، وقد يتخطى سعر البعض منها 300 ألف ل. س بحسب الطول والحالة الصحية واللون.
الألوان التي تتراوح بين الأشقر واللون الذهبي هي أكثر الألوان طلباً، يليها الشعر البني، وثم الأحمر، ليأتي الأسود الغامق أخيراً لأنه الأقل طلباً كونه الأكثر انتشاراً.
ويحتاج الشعر المناسب للبيع لسنوات من العناية ليصبح بطول ووزن معين، ليتم تصنيفه نخب أول وثاني بحسب مواصفات نوعه ولونه وطوله ووزنه، يضاف لها قدرته على تحمل مادة تفتيح اللون “البلاتين”.
أصبحت تجارة الشعر الطبيعي رائجة في المجتمع السوري، لأن الشعر الطبيعي مطلوب أكثر من الصناعي الرخيص سيء المظهر، للسيدات ممن تعاني من حالات مرضية، ولأخريات يسعين للظهور بشكل أنيق يواكب الموضة، إضافة إلى الممثلات في الأعمال الفنية.
تشهد مناطق سيطرة النظام غلاء غير مسبوق، لايتناسب مع تدني مستوى دخل الفرد الشهري المقدر وسطياً بأقل من 50 ألف ل.س، في ظل انهيار الاقتصاد وتهاوي الليرة السورية مقابل الدولار لمستويات قياسية.
وقد أفادت إحصائية صادرة عن الأمم المتحدة في منتصف العام الجاري، أن نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر منذ مطلع العام، ارتفعت إلى 90٪.
يعيش عامة السوريين في الداخل السوري في فقر مدقع، بينما ينعم رموز النظام والشخصيات المرتبطة به حياة رغيدة يحصلون فيها على أحدث أجهزة الاتصال وأفخم السيارات.
تقرير خبري/صباح نجم
المركز الصحفي السوري