ليست كغيرها من النساء اللواتي سيطر عليهن اليأس، قلبت “هديل” سنوات الانتظار لإنجازات ” حصلت على الشهادة الثانوية، ثم جلست في المنزل وهاجس التعليم يرافقني دوماً، لكن الزواج باغتني وتقدم شاب لخطبتي، تمر السنون وأنا وحيدة، لم أرزق بطفل، كانت تلك الحسرة التي أهلكت قلبي ومشاعري، لم أترك طبيباً إلا وعرضت عليه حالتي، مجربةً كل أنواع الأدوية، لكن دون جدوى .
هكذا تمر الأيام والساعات على هديل، حسرة وألم، فقد حرمت من بهجة الحياة وسرورها، ها قد مضى 8 سنوات على زواجنا لكن بلا ثمر.! لكن لن أدع اليأس يتملكني، سأعود لدراستي وأسجل في الجامعة.
بدأت هديل دراستها في قسم المعالجة الفيزيائية، متفوقةً على من معها، مقبلةً على العلم بشغف كبير، تستثمر سنواتها وعمرها المقبل في العلم والنشاطات الاجتماعية والجلسات التوعوية، يغمرها تفاؤل وأمل في هذه الحياة، و إن القادم دوماً أجمل.
“بعد انتظاري ل 13 عاماً، تكلل صبري بالرضى، فالحمد لله، حملت ورزقت بمولودي الأول بعد طول صبر وانتظار، وكل ذلك بفضل الله ” .
لم تنظر هديل للحياة من نصف الكأس الفارغ، لكنها عملت وقابلت الحياة بثغر باسم، مما أكسبها وعياً وهمةً عالية، وأن طفلها سيكون ثمرةً وباباً يمنحها همةً أكبر وطموحاً أعلى.
بقلم : فاطمة براء