رغم الهدوء على الجبهات في سوريا، إلا أن شبح الموت لا يزال يلاحق السوريين في خيم النزوح أقصى شمال غرب البلاد.
أفادت مصادر محلية مساء أمس، عن ارتقاء طفلة وإصابة شقيقتها بجروح بليغة إثر اندلاع حريق ضخم في تجمع خيام للنازحين قرب بلدة تل الكرامة في ريف إدلب الشمالي، نتيجة اشتعال مدفأة في أحد الخيام، حيث امتدت لتلتهم 5 خيام للنازحين قبل تمكّن فرق الدفاع المدني مِن إخمادها.
قد أتت النيران على أثاث ومؤونة هؤلاء النازحين الذين أصبحوا فريسة للعراء والبرد، في ظل توقعات بحلول سلسلة منخفضات جوية ماطرة ستشهدها المنطقة اعتباراً من مساء يوم الأربعاء القادم في 13 من الشهر الجاري.
تتصاعد وتيرة الحرائق في كل موسم في الشتاء لافتقار المخيمات لأدنى مقومات السكن ولطبيعة المواد سريعة الاشتعال التي تدخل في بناء تلك الخيم، علاوة عن افتقاد معدات إطفاء الحرائق هناك.
يعجز الأهالي في مخيمات الشمال السوري عن تحمل تكاليف التدفئة، وسط أعباء مادية متزايدة في ظل انتشار الفقر والبطالة،ما يدفعهم للجوء لمدافئ بدائية ومحروقات مكررة غير آمنة ترفع احتمالية نشوب الحرائق.
استجابت منظمة منسقو استجابة سوريا للنازحين، وقد وثقت بالأمس، اندلاع 5 حرائق داخل المخيمات، بالإضافة إلى 4 أخرى في منازل السكان المدنيين، منذ مطلع العام الجاري حتى يوم أمس الأحد، “بسبب استخدام وسائل تدفئة غير صالحة للاستخدام ضمن المنازل والمخيمات”، ما أسفر عن “وفاة رجل وامرأة وإصابة ثلاثة أطفال، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة”.
وفق أحدث إحصائية لمنظمة “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري أواخر كانون الأول /ديسمبر الماضي، يبلغ عدد النازحين في مخيمات شمالي غربي سوريا أكثر من مليون و48 ألف نازح، من بينهم 410 آلاف طفل، يتوزعون على ألف و 304 مخيما، من بينها 393 مخيماً عشوائياً، يقطن فيها نحو 188 ألف نازح من إجمالي نازحي المخيمات.
شهدت المنطقة شمال غرب سوريا موجات نزوح وتهجير قسري على مر السنوات الماضية، نتيجة قصف النظام وحلفائه، كان أخرها مطلع العام الماضي 2020 قبل التوصل لوقف إطلاق نار في آذار/فبراير من العام ذاته.
بين افتراس البرد لقاطني خيام النزوح المهترئة، وبين لهيب حرائق المدافئ الموقوتة، تبقى العودة الآمنة المشروطة برحيل الأسد السبيل الناجع لتلك المعاناة المتعمقة منذ سنوات.
بقلم : صباح نجم
المركز الصحفي السوري