جعلت الثورة السورية حواجز فارقة ومساحات شاسعة بين أطياف الشعب السوري، ولعل أبرز من ينظر إليهم الشارع هم الفنانين، ومن اعتادوا على متابعتهم باستمرار، وتمثيل الأدوار الدرامية عليهم.
من أبرز من أحبها معظم السوريين، الفنانة المعارضة “مي سكاف” والتي اتخذت موقفاً مناهضاً للأسد وواقفاً مع صفوف الثائرين والشعب.
وقفت “سكاف” ضمن صفوف الثورة في بدايتها، مما تسبب لها بمشاكل أمنية واعتقال كان أوله بعد انطلاق ثورة سوريا بأربعة أشهر، بعدما اعتقلتها قوات النظام في تموز 2011، لمشاركتها في مظاهرة في حي الميدان رفقة فنانين آخرين.
في أيار 2013، تعرضت سكاف لاعتقال آخر أجبرها على الخروج من سوريا نحو الأردن، ومن ثم فرنسا، ومن أبرز كلماتها التي خلدت في ذاكرة الثورة، قولها للمحقق “أرفض أن يحكم ابن بشار ابني، وأبحث عن خلاص لشعب محكوم منذ 40 عاماً بأسرة واحدة”.
بعد تلك المواقف المناصرة للثورة السورية اعتبار “سكاف” أيقونةً من أيقونات الثورة، توفيت في باريس عن عمر ناهز 49 عاماً إثر سكتة دماغية، وذلك في الثالث والعشرين من تموز 2018، وتبقى ذكراها ليومنا هذا على ألسنة السوريين وحاضرةً في مجالسهم.
لم يقتصر الحال على “سكاف”، فالفنانات والفنانين كثر ممن خرجوا من سوريا مكرهين بعد رفضهم الظلم ووقوفهم مع الثورة، كالفنانة يارا صبري، وعبد الحكيم قطيفان والراحلة فدوى سليمان.
وعلى الجانب الآخر، انتقد السوريون مواقفاً لفنانين ساندوا نظام “الأسد” وصفوا ضمن صفوفه، ولعل أبرزهم من ظهر مؤخراً في مشاهد تمثيلية يقصفون منازل المهجرين في جنوب إدلب، ولم يحترموا بذلك مشاعر من سيتابعهم وردود فعله.
من أبرز الوجوه النسائية التي اصطفت مع نظام “الأسد” الفنانة “سلاف فواخرجي” الشهيرة بتصريح “الصدور العارية” التي ستجابه به الضربات الأمريكية على النظام السوري، وتصريحا الآخر أن “الأسد” ليس رئيساً بل زعيماً بكل معنى الكلمة، وأنها ستنتخبه في ترشحه الرئاسي”.
والفنان “دريد لحام” الذي تابعه الملايين من خلال مسرحيات شكى فيها هموم الناس، لكنه في أرض الواقع وقف ضدهم ودعا للوقوف مع نظام “الأسد”.
في ظل كل تلك الانقسامات بين نجوم الشاشة السورية، تراجعت مستويات الأداء الفني والأعمال الدرامية السورية، بعدما كان يتابعها الملايين حول العالم، لتصبح الأن بعيدة كل البعد عن الحال الذي وصلت إليه السوريين.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
تقرير فني/ريم مصطفى