أجرى الرئيس الأمريكي الجديد ترامب أول زيارة سياسية له إلى الرياض، القدس والفاتيكان. حيث تسبب خلال زيارته في نزع العلاقات بين السعودية وقطر، وزرع الفتنة بين الدول العربية. باع ما يقدّر بـ 280 مليار دولارمن السلاح للسعودية، كما أسّس جبهات حرب جديدة في المنطقة ثم هام بالعودة إلى بلاده.
في الواقع، لم يكن هدف ترامب من زيارته السياسية الأولى حل المشاكل الموجودة في المنطقة، إنما زيادة قوة تجّار الأسلحة التابعين له من خلال ترويج التوتر بين طوائف السنة والشيعة. إذ قام بإنشاء الأساس اللازم لبيع السلاح، إضافةً إلى إجرائه للاتصالات التي ستؤدي إلى إشعال الحرب الدولية بوساطة الدمى والمقاولين الذين يتحكم بهم. وهذا ما يسمى بـ”الإمبريالية”. القاتل والمقتول كلاهما مسلمان. بينما يقوم المسلم بقتل أخيه المسلم، يحصد تجّار الأسلحة ثمار الفتنة التي قاموا بزرعها مسبقاً.
تسعى الدول الإمبريالية إلى السيطرة على المنطقة. ومهاجمة تركيا ورئيسها أردوغان بعد إفشاله لمخططاتهم.
أرادت الدول الإمبريالية مؤخراً السيطرة على تركيا وأردوغان من خلال محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا ليلة 15 تموز/يوليو العام الماضي، لكن سرعان ما تم ردعهم من قبل الشعب التركي.
هذه السيناريو ليست جديدة. الصليبيون، قاموا ببيع كميات هائلة من السلاح لسوريا والعراق وليبيا وأفغانستان. أصبحوا العامل الرئيس الذي تسبب في قتل الملايين من الناس وتهجير آخرين وإجبارهم على العيش في كرب اللجوء جائعين عطشى فاقدين لآمالهم حول المستقبل.
إنهم يتبنون سياسة إشعال نار الحروب بدلاً من تحقيق السلام. كما يقومون بتجهيز سيناريوهات حروب جديدة بوساطة السياسيين والقادة الذين يتحركون بناءً على توجيه تجّار الأسلحة لهم. أثبتت الدراسات الأخيرة أن الخطوات المتخذة في إطار التسليح قد كلّفت ما يقارب 2 تلريون يورو في سنة 2016 فقط. في حين أننا نلاحظ زيادة عدد تجارة الأسلحة ضمن دول العالم الإسلامي.
إنهم يمتصون ويذرفون دماء الدول التي يتضمنها مشروع الشرق الأوسط الحديث. يقتلون شعوب هذه الدول، ويخلقون أجواء الحروب داخلها. يهدفون إلى تشكيل حصار داخلي وخارجي على الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يقف في طريق تجّار الأسلحة ويتسبب في إفشال مخططاتهم الدائرة حول المنطقة.
لا غرابة في قيام الغرب بهذه الأعمال، لكن ماذا عن حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي؟! لماذا يقومون بدعم ما يخطط له الغرب؟
أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وروسيا، جميع هذه الدول نفذَت إلى دول العالم الإسلامي بحجة إنقاذ الرقة والموصل من داعش. إنهم يسعون إلى السيطرة على هذه المناطق، وليس إلى إنقاذها.
قال رئيس وكالة الاستخبارات المركزية “برينّان” الذي استقال عن منصبه مؤخراً:
“سيتم تقسيم سورية والعراق، ولا أدري إن كان من الممكن إعادة توحيد هاتين الدولتين مرة أخرى. كما أنني لست متأكداً من إمكانية تأسيس حكومة مركزية تدير المنطقة بشكل عادل في كلتا الدولتين. لكن يمكن تأسيس هياكل مرتبطة بالتطورات التي سنشهدها خلال الـ 4 أعوام القادمة. سيقوم تنظيم داعش بترسيخ وجوده في كل من سورية والعراق إلى أجل غير مسمّى. حتى وإن تمكنا من هزيمة داعش في ساحات المعركة، إلا أن المشاكل السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والمذهبية ستزيد من وتيرتها في المنطقة”.
الخلاصة:
من هو المستفيد الأكبرمن الأحداث الجارية؟ بينتاغون، حلف الشمال الأطلسي، أمريكا وتجّار الأسلحة الأوروبييون. في حين وجّه الرئيس أردوغان رسالةً إلى قطر عقب الحصار الذي فُرض عليها، قال فيها: “يجب علينا توجيه جهودنا إلى منبع هذه المشاكل بدلاً من استهلاكها في حل مشاكلنا الداخلية”.
الرئيس أردوغان يعلم جيداً أن منبع هذه المشاكل ليس ضمن الجغرافيا الإسلامية. قطر، الرقة والموصل ليسوا إلا ذرائع لتبرير ما يقوم به الغرب في الآونة الأخيرة.
ترك برس