عانى الشعب السوري في الأزمة من بطش النظام وهيمنته على المناطق المسيطر عليها بالإضافة الى قصفه ومجازره في المناطق المحررة ، والغلاء الكبير في أسعار مستلزمات الحياة مع صعوبة الحصول على المال اللازم لتغطيتها ، وعدم توافر فرص العمل الأمر الذي تعدى نطاق تحمل البعض من السوريين.
ومع استمرار معاناة السوريين في الحرب الدائرة في المنطقة واليأس من قضية الحل السلمي او السريع ، لجأ بعض السوريون وخاصة الفئة الشابة منهم للهجرة إلى الدول الاوربية ، في ظل العروض المغرية التي تقدمها هذه الدول للاجئين السوريين ولكن بسبب ضعف الحالة المادية للبعض اضطر لبيع ما يملك كالأثاث والمعدات المنزلية، لتحمل تكاليف الهجرة الباهظة.
أحمد شاب متزوج منذ سنة تقريبا ويقطن في منطقة محررة يقول: “بعد اشتداد وتيرة الأحداث في سوريا و القصف اليومي على المناطق المحررة قررت أنا وزوجتي السفر إلى دولة أوربية، وخاصة بعد أن رزقت بطفلة فأنا لا أريد لها أن تعاني من شبح القصف، فقد بعت أثاث منزلي وأدواته بسعر زهيد على الرغم من كونه جديد لتغطية مصاريف السفر”.
ونظراً لغلاء المستلزمات الحياتية الذي يعم المدن السورية سواء كانت محررة أو تحت سيطرة النظام ، لم يعد الأهالي يتحملون نفقات الحياة الكبيرة كالدواء و الطعام و المحروقات ، وخاصة العائلات ذات العدد الكبير من الافراد والحالة المادية الضعيفة فقد اضطروا إلى بيع بعض ممتلكاتهم، و من ضمنها الأثاث المنزلي وادواته لتغطية مصاريفهم اليومية، الأمر الذي أدى لانتشار أسواق يباع فيها الأدوات المنزلية المستعملة بأسعار زهيدة.
العم أبو أحمد رجل مسن استشهد ولداه في أحد المعارك فاضطر الى تحمل عبئ الدعم المادي لأزواجهم ، في ظل ضعف حالته المادية يقول : ” بسبب صعوبة جني النقود وعدم توافر فرص العمل إضافة لكوني رجل مسن، وقد أقبلنا على فصل الشتاء بعت أثاث منزلي بسعر رخيص لشراء مازوت التدفئة لي و لعائلات أبنائي”.
كل ذلك ساهم في تدني أسعار الأثاث و الأدوات المنزلية رغم الغلاء السائد ، الأمر الذي انعكس سلبا على الحرفيين اللذين يعملون في هذا المجال ، فقد أقبل الاهالي بشكل كبير على سوق الأثاث المستعمل ، بسبب توفره وتدني أسعاره تاركين محلات بيع الأثاث الجديد.
أبو خالد أحد الحرفيين في مجال صناعة الأثاث يقول : ” بعد قيام بعض الأهالي ببيع أثاثهم المنزلي بسعر رخيص ، بداعي السفر أو ضعف الحالة المادية، قلل بشكل كبير الإقبال من قبل المواطنين على محلات بيع الأثاث الجديد وتجمد ملحوظ في السوق”، ظروف حياتية صعبة أجبرت الكثير من السوريين على بيع الغالي و النفيس في محاولة منهم للحفاظ على بقائهم.
المركز الصحفي السوري – محمد المحمود