التحدي والإصرار لأجل النجاح وتحقيق الذات، هو هاجس كل إنسان، فكيف بحال إنسانٍ من ذوي الإعاقة، بوضعٍ يتطلب منه بذل مجهودٍ أكبر وعزيمةٍ أقوى .
محمود ٢٧ عاماً، شاب مهجّر من مدينة دوما في الغوطة الشرقية، انتقل إلى إدلب قبل أعوامٍ عبر رحلة التهجير القسرية بالباصات الخضراء، كحال معظم أهالي الغوطة الشرقية وبقية المناطق، أصر على نقل مشروعه الخاص به من الغوطة الشرقية إلى مدينة سرمدا
عندما سألناه عن مشروعه قال
” لقد كان لدي مغسل للسيارات في دوما، لكنه تدمر بسبب القصف، وفقدت يدي في ذلك اليوم، ولكن رغم ذلك تحديت الظروف وعدت لأفتتح نفس المشروع في سرمدا ”
الشاب محمود متزوجٌ ولديه طفلين ويعيل والديه أيضا، رست به الأقدار في مدينة سرمدا، فأنشأ مغسل سياراتٍ خاصاً به في المدينة، وبدأ العمل ليتحمل عبء النفقة على والديه وعائلته دون الحاجة لأحد يقول محمود:
” لم يكن العمل سهلا في البداية، فقد واجهت الكثير من الصعوبات والمشاكل، من بينها إعاقتي في يدي وعدم توفّر المال الكافي لأفتتح مشروعي، وعدم معرفتي بطبيعة المنطقة والناس ولكن كل شيء تبدد بعد أن انطلق المشروع ونجح ”
اليوم، وبعد مرور وقتٍ على انطلاق مشروعه، طوّر محمود عمله وانتقل الى مغسل أكبر ولديه خمس عمال في المغسل، رغم ذلك هو يعمل معهم يداً بيد، وأصبح مثالاً يُحتذى في النجاح، وذلك كله بسبب إصراره على العمل وعدم الخنوع للواقع والاستسلام للظروف .
قال في ختام حديثنا معه
“الإصرار على التحدي هو الذي جعلني أنجح والحمدلله ”
لو أن كل ذي مصيبةٍ جلس في بيته وندب حظه، لما تقدّم العالم وعم الفشل أنحاءه، ولكن محمود وأمثاله جعلوا للحياة قيمةً وهدفاً، فثابروا وتحدوا الصعاب فنالوا الثناء والتقدير.
بقلم ضياء عسود