عاشت سوريا نصف قرن متخم بمعاناة ليس لها مثيل في تاريخ الشعوب , فقد تعرض شعبها لكافة أشكال الإذلال والتجويع والقمع والتخويف من قبل عصابة حاكمة اغتصبت السلطة بانقلاب عسكري تحت يافطات براقة وشعارات كاذبة مارست خلالها شتى أشكال الاضطهاد والنهب والسلب لخيرات الوطن ضمن منهجية هادفة إلى تمزيق اللحمة الوطنية للمجتمع السوري الذي تميز بصفات حميدة من حيث التزامه بالنهج الوطني ونبذ كافة الأمراض الاجتماعية من طائفية بغيضة وتطرف أو تزمت وذلك من خلال تطلعاته لبناء دولة مدنية ديمقراطية كادت أن تترسخ بدستور حضاري تفوق في مضامينه على العديد من الدول الأوربية من حيث العدالة الاجتماعية وحرية المرأة في ممارسة الحياة السياسية والاجتماعية , إلى أن طغت تلك العصابات الإجرامية وفتكت بالبنية المجتمعية للشعب السوري العريق وطالت الثقافة والفكر إضافة الى إحلال قيم اجتماعية فاسدة من خلال تكريس ثقافة الفساد بإفساد ممنهج طال القضاء والتعليم وكافة مفاصل المجتمع باقتصاده الوطني الذي تراجع وتهاوى بكافة أجزائه من زراعة كانت متطورة في أساليبها ومنتجاتها إلى زراعة متهالكة ومستنزفة من خلال إتباع أساليب بيروقراطية فاسدة وهيمنة الأجهزة الأمنية والحزبية على القطاع الزراعي وخاصة الفلاحين الذين تعرضوا لكافة أشكال القمع والإفقار , كما أن القطاع الصناعي لم يسلم من شرور تلك العصابات التي أعادته إلى الوراء وخاصة قطاع الصناعات النسيجية .
لم تكن الثورة إلا ضرورة حتمية على تلك الممارسات التي اتبعتها عصابات الجهل والنهب طيلة عقود خمس كادت أن تودي بالوطن إلى الهاوية وبالتالي فقد جاءت إنقاذا لسوريا وضمانة لمستقبل الأجيال القادمة كخلاص من العبودية التي سيطرت على سلوكية الطغمة الحاكمة , وكذلك من الاحتلال التي تتوج في الاحتلال الإيراني بنظامه الطائفي مما يلزمنا بمواصلة النضال على كافة الأصعدة من أجل تحرير الوطن ناشدين دولة ديمقراطية مدنية عمادها العدل والمساواة وقاسمها المشترك المواطنة لكل السوريين بكافة أديانهم وأعراقهم
يؤكد اتحاد المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين السوريين على التزامه بقضايا الوطن في تحرره من عصابات النظام الفاشي والاحتلال الإيراني , كما يؤكد على استمراره في أدائه المهني النقابي في خدمة الزراعة السورية بهدف تطويرها واغنائها , وكذلك في لم شمله لكافة المهندسين والأطباء البيطريين السوريين والعمل على بناء اتحاد نموذجي خلافا لتلك النقابات التي افسادها نظام الاستبداد وجعل منها محطات أمنية تعمل لصالحه ضد مصالح أعضائها وخلافا لأهداف تأسيسها.
نبارك هذا اليوم التي قامت فيه ثورة الشعب السوري , كما نهيب بكافة القوى السياسية والعسكرية والنقابية السورية العمل على توحيد الكلمة والبندقية تحت راية واحدة من أجل تحقيق النصر وبناء الدولة المنشودة.
مدير عام الاتحاد
ا.د. عبدالعزيز ديوب))