اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه من السابق لأوانه الحديث عما إذا كانت موسكو ستمنح حق اللجوء للرئيس السوري بشار الأسد الذي ارتكب “أخطاء عدة”، بحسب ما قال لصحيفة “بيلد” الألمانية.
وقال بوتين في الشق الثاني من المقابلة مع الصحيفة الألمانية “أعتقد أنه من السابق لأوانه بحث هذه المسألة”.
لكن مراقبين قالوا إن الرئيس الروسي ربما أراد تحريك مفاوضات السلام حول سوريا بهذا التصريح الذي يوحي بأن روسيا لا تستبعد فرضية رحيل الأسد في آخر المفاوضات، معترفا بأن الرئيس السوري ارتكب “أخطاء عدة”، ما يفتح باب التأويل بأن موسكو يمكن أن تضحّي بالأسد للوصول إلى وضع يحافظ على مصالحها في سوريا.
وأضاف المراقبون أن تصريح بوتين ربما يمهد الطريق أمام انعقاد الجولة الأولى من مفاوضات جنيف بين وفدي النظام والمعارضة التي لا تخفي ترددها بشأن المشاركة في هذه الجولة.
وحذر رياض حجاب منسق المعارضة السورية من أن المعارضة ستواجه خيارا صعبا بشأن إمكانية المشاركة في محادثات السلام، مضيفا أن الخلافات لا تزال قائمة مع الحكومة السورية والأمم المتحدة بشأن جدول أعمال المحادثات.
وتعكس تصريحات حجاب الوضع الصعب الذي تعيشه المعارضة في ظل ما قالت إنها ضغوط غربية عليها، فضلا عن تراجع الموقف الأميركي واقترابه بشكل واضح من الموقف الروسي.
لكن الرئيس الروسي، عاد إلى تحكيم الشعب السوري وإعطائه “فرصة لتقرير مصيره بنفسه”، أي عبر الانتخابات، وهو ما لا تريده المعارضة التي ترغب في أن يتمّ الانتقال في سوريا عبر المفاوضات، وبعيدا عن أيّ دور للأسد.
وتابع “أنا أؤكد لكم أنه إذا حصل هذا الأمر بطريقة ديمقراطية، قد لا يضطر للذهاب إلى أي مكان، سواء كان رئيسا أم لا”.
وتسعى القوى الكبرى إلى تنظيم مفاوضات بين النظام والمعارضة في محاولة لإنهاء النزاع في سوريا الذي أدى إلى مقتل 260 ألف شخص.
وتنص خارطة الطريق التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي على إجراء محادثات بين مختلف أطراف النزاع في 25 يناير الجاري وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا.
ورأى بوتين أن العنف لم يكن ليتصاعد بهذه السرعة “لو لم يكن يُغذّى من الخارج منذ البداية بكميات كبيرة من المال والأسلحة والمقاتلين”.
العربArray [