محمد المحمد 40 عاما نازح من ريف حلب الشمالي إلى إدلب، فقد قدميه في غارة للطيران الحربي للنظام عام 2014 على ريف حلب، فقد فيه والديه وأحد أبنائه وقدميه، أبى أن يكون عالة على الناس وقرر أن يتحدى الظروف ويتشبث بالحياة ويصنع محده بيده.
قام محمد باستجار قطعة أرض وبدأ بالعمل بها وحدة فاستصلحها وزرعها وبدأ يبيع ثمرها حتى كفا نفسه وعائلته يتحرك داخلها بدون كرسي معاقين بل يستخدم يديه فقط، ويتحرك بخفه وكانه إنسان طبيعي فيزيولجياً يريد أن يكفي نفسه سؤال الناس قال لنا حينما سألناه ” قبل أن أصاب بالحرب كنت مزارعاً وكان عندي أرض أكبر من هذه، ولكن الحرب أخذت كل شيء، والحمد لله عدت لممارسة عملي مع أني مبتور الساقين، استخدم يدي في الزراعة والحصاد” .
يزرع محمد في بستانه الصغير، الكوسا والباذنجان والباميا وكثير من الأنواع الأخرى، ويقوم بقطفها أسبوعيا وعرضها للبيع.
محمد لا يقبل أن يساعده أحد في العمل يريد من أطفاله الدراسة فقط، وهو يتولى الباقي، لايريد أن يتعبهم، أو أنه يريد أن يفرغ طاقته في العمل .
قال لنا ” أنا أستمتع بالعمل وأحس أنني أمتلك العالم بين يدي عندما أعمل وأنسى ما ابتليت به من مُصاب، وانا أريد لأطفالي مستقبل أفضل والأهم أن لا يحتاجوا أحداً ” .
إرادة على التحدي والتصميم، هذا هو محمد الرجل المعاق ذو القدمين المبتورتين ولكن صاحب العزيمة الجبارة والأرادة التي لا تلين .
ترى كم من محمد يوجد في مجتمعنا وأين هم من أنوار الإعلام للإضاءة على قصص الأبداع والنجاح الخاصة بهم.
بقلم : ضياء عسود