سؤال برسم كل سورى وطنى له المقدرة أن يساهم بوقف هذا المخطط الشيطانى لسورية وشعبها …
الدكتور عبد الحى عباس أستاذى في كلية الطب بجامعة دمشق وهو النابغة في اختصاص الأنف و الأذن والحنجرة و الذائع الصيت عالميا، الحمصى المقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية…كتب بقلمه من وراء البحار :
ألم يحن لأهلى أن يدركوا أنهم في كمين نصبه لهم ماكر، قلبه كالحجارة أو أشد قسوة، لا يقيم وزناً لحياة الآخر، ولا يهتز له ضمير لمعاناة الأطفال، كل همه سرقة أرضهم وثرواتها.
سألت نفسي : هل ستعود حمص؟
أشرفت على الثمانين، سئمت الترحال ومللت الأسفار، أريد أن أعود كي أقبل وجنة طفل تائه يتخبط بلا حذاء في زواريب حمص، أشعث أغبر، يترنح يمنة ويسرة، أسكرته أصوات الرصاص والقذائف ورائحة الموتى، يبكى ويضحك، يبحث عن أمه وأبيه ولقمة عيش، يتساءل ألمثل هذا خُلقت وهكذا هي الحياة.
علنى أضع في لاوعيه ان في الحياة بعداً آخر.
أريد أن أعود لأمسك يداً تكاد تضغط على الزناد، أسال صاحبها أتدرى من تقتل ولم تقتل؟
ولأصرخ بأعلى صوتى: إخوتى ألا ترون اللص بالباب يوقع بينكم، ويتربص لافتراسكم جميعاً لقمة سهلة مطبوخة.
أريد أن أعود لأزور قبور الأهل وأسمعهم يسألون: ماذا دهاكم.
أريد أن أعود علنى أساهم بحمل لبنة لإعادة بناء الوطن، ولأصيح أن لا انتقام ولا عصبية، عساى اساهم في بناء إنسان سورى سوى، بعد أن شوهت عقله وقلبه أصوات القنابل، ورائحة الموت، ودعاوى التفرقة يعزفها مغرضون بلا ضمير، يملكون كل وسائل العزف ويتقنون إنتاج أكثر مقطوعاتها عنفاً وشرا.
أريد أن أعود، كى أعود أنا الأصلى بنكهتى، ولست أنا المزيف في غربتى، سمنى ما شئت: مهاجراً أو هارباً أو منفياً أو لاجئاً أو نازحاً، كلها في المحصلة سواء، مبعثر يعيش غير ذاته. هو الآخر، لا طعم له ولا رائحة رغم كل التوابل والعطور والقبعات المستعارة. يتحرق شوقاً لقبعته الأصلية.