وصفت صحيفة تلجراف البريطانية مقابلة بشار الأسد مع تلفزيون بي بي سي بأنها تذكر صناع القرار في الغرب بحقيقة مزعجة: وهي أن الأسد ما زال في السلطة وأن الإطاحة به باتت بعيدة المنال مقارنة بحاله قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية منذ أربع سنوات.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها رفض الأسد تقبل أي لوم للحرب المؤذية أو الإقرار بالسلوك المروع لجيشه هو بمثابة إهانة لذكاء الدول الغربية، وأن «إنكاره الوقح» استخدام البراميل المتفجرة ضد المدنيين هو أمر مشين بشكل خاص.
وقالت الصحيفة: إن الأسد لا يزال مختفيا في العاصمة دمشق ومحصن على ما يبدو من الازدراء الدولي المنهال عليه، ويتمتع بحماية روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي، لذلك تتزايد صعوبة تخيل حل للمأساة السورية دون إشراكه في هذا الحل.
ولفتت الصحيفة إلى أن سياسية الغرب كانت واضحة حتى وقت قريب واستندت على أن أي تسوية في سوريا لا يمكن أن يكون فيها دور للنظام الحاكم في سوريا، ولا حتى إنشاء دولة علوية منفصلة في سوريا المنقسمة.
وأشارت إلى أن الرئيس أوباما وديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا أصرا علانية على أن بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا.
وأضافت أنه رغم تصريحات كاميرون وأوباما، أتت حركة التمرد الإسلامية في سوريا والعراق بقيادة داعش لتضع الغرب والأسد في جانب واحد ضد عدو مشترك.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن للغرب ببساطة أن يهجر المعارضة السورية غير الإسلامية المناهضة للأسد والتي شجعها الغرب، لكنها تواجه العزلة.
وأضافت أن الانهيار المتباطئ للاقتصاد السوري يمكن أن يؤدي في النهاية إلى سقوط نظام الأسد، لكن إذا كانت هناك إرادة لإنهاء معاناة السورين، يجب على الغرب أن يستكشف طرقا أخرى من أجل عمل نوع من التسوية السياسية.
ولفتت الصحيفة إلى ما قاله جيرمي بوين محرر شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي من أن استعداد بشار الأسد لإجراء مقابلة معه يدل على أن ديكتاتور سوريا يشعر بأمان أكثر من أي وقت مضى منذ أن بدأت الحرب.
وختمت الصحيفة بالقول: إن بقاء الأسد في السلطة طوال الحرب الأهلية يكشف اضطراب السياسية الخارجية الغربية تجاه الشرق الأوسط، التي اتسمت في كل مناسبة بالسذاجة والكارثية.