في مساء الثالث والعشرين من تموز/يوليو عام 1961 ومن على قمة جبل قاسيون في العاصمة السورية دمشق، بدأ التلفزيون السوري إرساله في أول محطة إرسال أقيمت بقوة منخفضة لا تزيد عن 10 كيلو واط تبث بالأبيض و الأسود من داخل استديو أنشئ جانب المحطة.
بحسب موقع ويكيبيديا، تأسس التلفزيون السوري تزامناً مع تأسيس التلفزيون المصري زمن الوحدة بين البلدين، وترأسه الدكتور “صباح قباني” شقيق الشاعر “نزار قباني” وكانت أولى الأعمال الدرامية والتي بثها “تمثيلية الغريب” وتناولت أحداث الثورة الجزائرية، ومن أوائل من ظهروا على الشاشة “نهاد قلعي” و “دريد لحام” و “رفيق سبيعي” و “محمود جبر”.
التلفزيون السوري وتغطية أحداث الثورة السورية ..
في حديث إلى “DW” قال “مازن درويش” مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” أن الإعلام السوري أخذ موقف السلطة وتبنى وجهة نظرها وتحول إلى طرف بالنزاع، والسبب أن الإعلام في سوريا ما يزال يخضع لسيطرة الحكومة و السلطة التنفيذية و الأجهزة الأمنية بشكل مباشر.
وتجلى موقف الإعلام والنظام منذ بدايته في تشويه الأحداث وفبركتها مع أول مؤتمر لوزير خارجية النظام الأسبق “وليد المعلم” عام 2011 بعدما أظهر خلال المؤتمر مقطعاً مصوراً على أنه في سوريا، في حين اتهمه ناشطون بالفبركة وأن أحداث الفيديو حدثت في لبنان قبل سنوات.
كما عمد الإعلام السوري على تسمية المتظاهرين منذ بداية خروجهم في سوريا بمسميات عدة منها الإرهابيين و المرتزقة وأنهم يخرجون للتظاهرات مقابل سندويش فلافل و 500 ليرة سورية، وأن جهات غربية تضع لهم “حبوب الهلوسة” داخل الطعام ليتظاهروا، في حين وصفت الإعلامية في الإخبارية السورية أن متظاهري حي الميدان خرجوا ليحمدوا الله على نعمة المطر.
فقد الثقة بالإعلام وتوثيق المتظاهرين ما يحدث بأنفسهم ..
بعدما رأى السوريون الثائرون أن إعلام سوريا الرسمي لم يكن منبراً ينقل ما يحدث في سوريا، اضطر المتظاهرون لتوثيق ما يحدث بأنفسهم، وذلك عبر هواتفهم النقالة وبث المقاطع والصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث لم يكن لهم سبيل سواها لاسيما فيسبوك و تويتر.
كما اعتمد ناشطون على تشكيل مواقع إلكترونية و شبكات إعلامية بديلة عن التلفزيون السوري وذلك بعد فقد الثقة في إعلام النظام والذي وصفه المتظاهرون بالكاذب، وكان أول موقع إخباري للمعارضة شبكة “شام” والتي انطلقت في 27 شباط 2011 والتي أسسها الناشط “أحمد أبا زيد” و كانت تنقل أخبار الربيع العربي من ثم الثورة السورية.
وعالمياً فقد الإعلام التابع للنظام الثقة حيث عاقبته إدارة قمر “يوتلسات” بحجب البث لقنواته التلفزيونية مع بداية العام الجاري، وقال وزير الإعلام في حكومة النظام “عماد سارة” أن هذه الخطوة لحصار سوريا و إسكات الإعلام الوطني.
محاربة النظام للصحفيين و اعتقالهم ..
تعمد نظام الأسد على ترهيب الإعلاميين و إجبارهم بنقل ما يخدم مصالحه، وكان مصير من ينقل الحقيقة إما الإقصاء أو الاعتقال، في حين تقع سوريا في المركز 174 من أصل 180 دولة في جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، وتصنفها منظمة “مراسلون بلا حدود” على أنها الأخطر على الصحفيين وواحدة من أكبر سجون الصحفيين في العالم.
وبحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، قتل 709 صحفيين و إعلاميين في سوريا منذ آذار/مارس 2011 وحتى أيار/مايو 2021 ومن بين أولئك القتلى 52 صحفيا قتلوا تحت التعذيب، وتقع مسؤولية مقتل 82 منهم على عاتق النظام و روسيا، في حين أصيب 1563 صحفيا خلال تلك الفترة.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب