” عدنان” “خالد” “أحمد” التقوا صدفة سنة 2000 في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، تعاهدوا على الوفاء و حق الصداقة إلى أن قامت الثورة السورية، خرجوا في عدة مظاهرات تعرضوا لطلقات نارية مرات كثيرة من قبل النظام اضطروا إلى حمل السلاح .
قرروا نصب حاجز مطل على قرية موالية للنظام بعد التحاقهم بالمجلس العسكري التابع للجيش الحر، تعاهدوا إن سقط منهم جريح لن يتخلوا عنه، و في إحدى الليالي لفتهم تحليق لطائرة استطلاع في سماء القرية، لكنهم لم يعيروها اهتمام، بدء القصف بالقذائف ينهال على الأحياء السكنية للمدينة، في ثوان معدودة فرقتهم لحظة لم تكن بالحسبان، سقطت قذيفة تبعد عنهم 3 أمتار في ليل دامس لا يكاد يرى أحدهم الآخر، استشهد عدنان و أصيب خالد وشاء القدر أن ينجو أحمد و من هنا بدء الفراق .
عدنان ( 32 عاما ) المنحدر من مدينة تلبيسة كان يعمل نجارا في البناء بلبنان، وحيدا لأبويه التحق بالثورة السورية منذ بدئها في ريف حمص، شارك في عدة معارك، كان من أمهر القناصين على الجبهات، لينتهي به المطاف شهيدا جميلا مخلفا وراءه زوجته و 3 أطفال بنات .
خالد حسن (32 عاما ) المنحدر من ريف حلب، وحيدا لوالدته انتقل للعيش معها في مدينة تلبيسة عام 2000، كان يعمل في لبنان بشركة تجارة ومقاولات، التحق بالثورة مع صديقيه عدنان و أحمد، أصيب على جبهة المشرفة الواقعة شرق مدينة تلبيسة جراء قذيفة مدفعية بترت قدمه، وتعرض لعدة شظايا في الظهر ومفصل الركبة، انتقل إلى تركيا في سيارة إسعاف لتلقي العلاج، تمت إعادة تركيب القدم بعد إجراء عدة عمليات في مشفى الأمل سابقا منذ 7 سنوات، سعى لجلب اسرته المكونة من 7 أفراد للعيش معه في الريحانية التركية، لم يعد يقوى على العمل لحكم إصابته، التحق مؤخرا بالمركز الصحفي السوري ك متدرب لعله يجد فرصة عمل من خلاله تناسب وضعه الصحي .
أحمد (33 عاما ) المنحدر من مدينة تلبيسة، كان يعمل في تمديدات الصحية للمنازل التحق في صفوف الثورة، هاجر إلى ليبيا و انتقل بعدها إلى الجزائر ليعيل أسرته في ظل الظروف المعيشية الصعبة في المدينة نتيجة الحرب التي يشنها النظام على الشعب السوري منذ 8 سنوات مضت .
كانت ليلة مفجعة للغاية بالنسبة لخالد و أحمد في فقدان صديقهم عدنان، خصوصا لعدم تمكنهم من الحضور لتوديعه و للمشاركة بتشيع جثمانه كان هذا آخر لقاء بينهم 9/6/2012 هذا لا يعني بأننا نسينا أخانا عدنان، لا يزال راسخا في ذاكرتنا وصورته لا تفارقنا 12 سنة أمضيناها جنبا إلى جنب و نسيان هذه الصداقة المتينة التي تخللها الكثير من المغامرات والعمل المشترك بعض الأحيان، بالإضافة لأيام الغربة التي قضينها معا في وّرش المنشآت في جونية اللبنانية، ليس بالأمر السهل، سائلين الله له القبول الحسن و الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين بإذن الله .. رحمك الله يا عدنان .
خالد حسن _ المركز الصحفي السوري