كنت لهم الأم والأخت، أداريهم برمش عيني وأخاف عليهم أكثر مما أخاف على نفسي، إلى أن كبروا وتوفيَ والداي وأصبحت عدوتهم.
هل كان تدمير #مخيم_اليرموك ( #فلسطين ) مقصودا لتغيير هويته؟
كلمات قالتها أم زكريا والغصة تكاد تخنقها، أم زكريا امرأةٌ في العقد الرابع من عمرها متزوجة ولديها 5 أطفال، حرمها اخوتها من الميراث بعد أن ربتهم صغاراً.
تقول “كنا نعيش في منزلٍ واحد أنا وأخوتي السبعة، 3 فتيات و4 شبان ، كنت الكبيرة بينهم لذلك كنت المسؤولة عنهم عند ذهاب والديّ إلى عملهما، أطعمهم و أغيّر ملابسهم وأغسل ثيابهم وألعب معهم، كانت حياتنا مليئةً بالدفء والسعادة”.
تكمل أم زكريا قصتها والدموع تنهمر على وجنتيها وعيونها تحكي ألف قصةٍ من قصص القهر:”تزوجت في عمر العشرين وتركت منزل أهلي.. تزوج اخوتي واحدٌ تلو الآخر ولم يبقَ أحد عند والديّ، كنت أعيش مع زوجي عالخبزة والزيتونة ، لم تكن حالتنا المادية مثل حالة إخوتي ولم أعش حياة الرفاهية التي كنت أعيشها في بيت أهلي، فكان أبي تاجرا ويملك رزقاً وأراضي كثيرةً ولكن كنت دائما صابرةً ولم أخبر أحداً من أهالي عما أعانيه”.
تقول أم زكريا، “كنت سعيدةً مع زوجي رغم الفقر، فهو صاحب قلب حنونٍ ودافئ ووالد أطفالي فلذة كبدي، إلى أن جاء يوم تُوفي فيه والدي، كان فراقه صعبا علينا جميعا، فهو عمود الدار وبعد وفاته تحطّم بنيان المنزل”
ثم تروي لنا ماحدث بينها وبين إخوتها والحرقة تكوي كبدها “تغير تعامل إخوتي معي ومع أخوتي البنات، أصبحوا يستاؤون من وجودنا، حتى جاء يوم توزيع الميراث لأتفاجأ أنا وأخواتي البنات أنهم وزعوا الميراث بين الذكور فقط، قائلين لنا: نحن لا نعطِ تعب أبينا لبنت روحوا مالكن عنا شيء”
كلماتهم نزلت مثل صاعقةٍ على أم زكريا وأختيها كيف يقولون هذا ونحن تربينا وترعرعنا في بيتٍ واحدٍ وقلبٍ واحد، كيف يجرؤ ذلك القلب على الانفصال عن بعضه.
تقول أم زكريا “عدت إلى منزلي مكسورة الخاطر، أختايَ لم تكن بأفضل حالٍ مني..
لم يكن همنا المال بل قسوة أخوتي علينا وهم يعلمون أن حالتنا المادية كانت ضعيفةً جداً،
لكن قلوبهم كان كالحجر أو أشد قسوةً، لم يرأفوا بحالتي ولا حال أختَيّ، بعدما سلب المال عقولهم وأعمى الطمع قلوبهم”
أم زكريا ليست الوحيدة التي سُلب حقها بل هناك الآلاف من النساء حالهنّ كحال أم زكريا سلبت حقوقهنّ وحُرِمن من الميراث الذي شرعه الله لهنّ، ولا بعطف الأخوة والحنان المفروض على الأرحام ولا الوصايا التي طالما حثّ بها الإسلام الرجال على الرفق بالنساء وأدائهنّ حقوقهنّ.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
بقلم:ريم مصطفى