نادت الأحزاب الشعبوية المشككة في أوروبا باستفتاءات على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بعد إعلان لندن الانفصال عن الكتلة الأوروبية ورأت أن المملكة المتحدة سطّرت نهاية الكتلة.
و سيتضرر الاتحاد الأوروبي اقتصاديا وسياسيا مع رحيل دولة لم تكن فقط أقوى مناصر لاقتصاد السوق الحر بل تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي وبجيش قوي وأسلحة نووية. وسيخسر الاتحاد نحو سدس ناتجه الاقتصادي دفعة واحدة.
في المقابل قد يحرم الانفصال بريطانيا من تجارة السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي وسيتطلب منها أن تبرم اتفاقات تجارية جديدة مع بلدان العالم.
وشكل خيار البريطانيين “ضربة لاوروبا من ناحية الاندماج والوحدة الاوروبية، حسبما أقرت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، التي دعت الزعيمين الفرنسي والإيطالي لبرلين لمناقشة التحركات في المستقبل – نتيجة الاستفتاء.
ووصف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس نتيجة الاستفتاء “إنها صدمة مدوية.. تفكك الاتحاد بمنتهى البساطة هو ما على المحك… الآن حان وقت ابتكار أوروبا أخرى.”
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير “يبدو أن هذا يوم حزين على أوروبا وبريطانيا”.
وشجعت نتيجة الاستفتاء التي أيدها ما نسبته 52 في المئة مقابل 48 في المئة أيدوا البقاء في التكتل الذي انضمت إليه بريطانيا منذ أكثر من 40 عاما المتشككين في البقاء في الاتحاد الأوروبي بدول أخرى. وطالب زعماء شعبويون في فرنسا وهولندا والدنمارك والسويد بإجراء استفتاءات للانسحاب من التكتل، بينما قالت حركة خمسة نجوم الإيطالية إنها ستضع مقترحا خاصا بها للتصويت على العضوية في منطقة اليورو.
حيث دعت زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي مارين لوبان إلى إجراء استفتاء مشابه في فرنسا واستبدلت الصورة التي كانت تضعها على حسابها على تويتر بصورة العلم البريطاني وكتبت “النصر للحرية”.
وقال زعيم اليمين المتطرف في هولندا خيرت فيلدرز الذي طالب أيضا بإجراء استفتاء “نريد أن نكون نحن من يتولى إدارة بلدنا ومالنا وحدودنا وسياسة الهجرة عندنا.”
من جانبه، اعتبر السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي ورئيس مجلس شيكاجو للشؤون الدولية إيفو دالدر، بحسب وكالة “رويترز” إن قدرة بريطانيا على إقناع حلفائها الأوروبيين وداخل حلف الأطلسي بوجهات نظرها وخياراتها السياسية “ستنعدم بعد أن وفرت في السابق دعما سياسيا قويا للولايات المتحدة”. ورجح أن تبذل بلاده المزيد من الجهد للحفاظ على الوحدة في المواقف عبر الأطلسي وفي أوروبا.
ورأى دالدر ان أي أمر يؤدي لانقسام أوروبا “هو نصر لروسيا لأن تلك سياسة انتهجها بوتين وتبنتها روسيا”.
بدوره قال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه “هذا من المؤكد سيشجع الروس على الاستمرار بل وعلى الأرجح تكثيف حملتهم لدعم الحركات القومية اليمينية المتطرفة في غرب وشرق أوروبا في إطار جهودهم لتحييد حلف الأطلسي.
ويقول محللون ودبلوماسيون سابقون إن خسارة أقوى صوت مساند للولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي بسبب خروج بريطانيا يهدد بإضعاف تأثير واشنطن في دوائر صنع القرار الأوروبية ويقوي في المقابل موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويشجعه على المزيد من التحدي للغرب.
ولكن هل يعني هذا بداية زوال الاتحاد الاوروبي؟ على هذا السؤال الذي طرح في قاعة الصحافة في المفوضية اجاب رئيسها جان كلود يونكر اختصارا بقوله “لا” قبل ان ينصرف وسط تصفيق موظفيه، بعد ان قرأ بيانا مشتركا صيغ في ختام اجتماع قمة مع توسك ورئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز للتعبير عن رد فعل موحد.
جاء ذلك بعد أن صوت البريطانيون الخميس في استفتاء شعبي بنسبة 52 في المئة مقابل 48 في المئة لصالح حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، مما اضطر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى إعلان استقالته من منصبه.
من المتوقع تبعا لنتيجة الاستفتاء، أن تشرع بريطانيا في مفاوضات حول خروجها من الاتحاد الأوروبي لمدة سنتين، حسب المادة 50 من معاهدة لشبونة.
سيريانيوز