“محمد شامان” .. 35 عاماً، بطلٌ في الملاكمة، كان أول من التحق بركب الثورة في مدينته حمص في ٢٠١١ ولكن ماذا حدث معه بعد ذلك!
شاهد كيف يكون الأخ سبب مآسي أخوته ويسلب أملاكهم!!
ولد شامان قبل خمسة وثلاثين عاماً في مدينة حمص حي الخالدية، كان محباً للرياضة وسجّل في أحد نوادي الملاكمة ليتتلمذ على يدي أمهر المدربين في حمص ويحصد عدة بطولات بينها بطولة المحافظة في وزن الريشة وبطولة الجمهورية بعدها بعام، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، عندما كان محمد في أوج نشاطه الرياضي وتألّقه البدنيّ اندلعت الثورة السورية والتحق بركبها مبكراً مما دمّر مستقبله الرياضي بشكل كامل.
ذهبنا لزيارته في إحدى مخيمات أطمة في شمال إدلب فوجدناه حزيناً بائساً بين أطفاله الستة فقال
“لقد كنت مرشحاً لتمثيل سوريا في بطولة آسيا كعضو في المنتخب الوطني، لكنهم فصلوني بعد تقرير عن مشاركتي في إحدى المظاهرات المناهضة للنظام، اضطررت بعدها للاختفاء والتواري عن الأنظار، وبعد أن قتل النظام أخي في معتقلاته، التحقت بالجيش الحر “.
التحق محمد بالجيش الحرّ وتعرّض لإصابة بترت على إثرها ساقه اليمنى وأقعدته عن القتال والنضال ضد النظام، يقول وهو يتلمس قدمه المبتورة.
“لقد كانت أصعب لحظة في حياتي هي تلك التي علمت بها أنني فقدت ساقي، وأنني لن أقاتل من جديد، وللأسف تخلى عني الجميع بعد الإصابة، حتى كتيبتي لم تعد ترغب بمشاركتي ولكنّي الى اللحظة أمتلك بندقيتي وأخرج للرباط بشكل مستقل ولوحدي ” .
إرادةٌ حديدية وعزيمة لا تلين، ذلك هو محمد البطل في الرياضة والبطل كذلك في الواقع، لم يستكن للظروف وللواقع بالرغم من فقرة وقلّة حيلته ومصاعب الحياة لكنه لا يزال يحمل همّ وطنه ويريد القتال تحت أي ظرف ولو أنه قاتل النظام لوحده.
ختم محمّد حديثه معنا بكلمات جميلة مليئة بالتحدّي والعنفوان قال فيها ” الثورة فكرة تعشش داخلي، والنّضال ضدّ النظام لا ينتهي إلا بإسقاطه، سوف أقاتله ولو اضطررت للقتال وحدي” .
بقلم; ضياء عسود