بعد غياب لسنوات يبدو أن الرئيس السوداني عمر البشير كان كبش الفداء في العودة والارتماء في أحضان النظام لأجل كسب رضا الروس والإيرانيين.
بطائرة شحن روسية تابعة لسلاح الجو الروسي حط البشير يوم أمس الأحد في مطار دمشق الدولي ليستقبله رأس النظام بشار الأسد في دمشق ويعلن البشير كسر الحاجز والانحناء لنظام وحشي قتل وهجر الملايين وعذب مئات الآلاف في معتقلاتهم وجعل المدن السورية أكواما من الحجارة.
انتقادات كبيرة واجهها البشير بعد وصوله إلى دمشق وبتدبير روسي يهدف إلى شق الصف العربي الذي أوهم السوريين المظلومين بالوقوف إلى جانب ثورتهم, ثورة العزة والكرامة إلا أن الجميع بدأ يتململ من فراق الأسد ويبحث عن ثغرات وخيوط مقطعة تعيده للنظام بعد أن شاهد الملوك والرؤساء والأمراء كيف خنق النظام الأطفال بأسلحته الكيماوية وكيف تناثرت أشلاء النساء في الشوارع دون أن يتخذ العرب موقفا سياسيا موحدا واضحا ضد نظام مجرم.
زيارة البشير تعني الكثير فقد أخدت صدعا أكبر من الصدع الذي أحدثه وزير خارجية قطر منذ شهرين بعد أن صافح وزير خارجية النظام وليد المعلم منذ شهرين الأمر الذي أثار استهجان وغضب السوريين وغيرهم من دول الجوار فما الذي أراده البشير من تلك الزيارة.
بعد أن أوقفت السعودية والإمارات دعمها لنظام البشير أحس بأنه يجب عليه البحث عن حضن آخر معادي ومخالف للسعودية والإمارات, فلم ير أمامه سوى الروس والذين دبروا له تلك الزيارة لفصل مواقف السودان السياسية عن مناصري الثورة السورية وتحريك البشير في لعبة الشطرنج من مكان الملك إلى مكان الجندي ورمي المواقف المشرفة إلى زيارة فرعون سوريا والضحك معه فوق دماء الأطفال والنساء والأشلاء المتناثرة فوق تراب سوريا.
سياسة البشير تتمثل في العودة لحلف روسيا وإيران والنظام والارتماء بحضن روسيا ووضع نفسه مع بشار الأسد وذلك لإزعاج أمريكا التي تحاول عزله مع السعودية والإمارات مع علمه أنه وضع يده في يد أكبر المجرمين في العالم .
البشير فتح بابا كان مغلقا وكسر حاجزا كان قائما بين النظام وبقية الدول العربية منذ أكثر من ثمان سنوات من مقاطعة النظام ودعم الثورة سياسيا, إلا أن السوريين لم يتفاجؤا كثيرا, فهم أدركوا دور العرب بعد توقف تصريحات قطر والسعودية المساندة للثورة وقيام الأردن بإغلاق حدودها أمام اللاجئين أهل درعا منذ أشهر ليقتلوا ويهجروا وينفذ مخطط النظام وتنخفض اللهجة التركية وتزول حدتها ضد النظام .
أدرك السوريون أن العرب لم يقفوا بشكل جدي معهم في مطلع الثورة فهم لم يعولوا عليهم كثيرا بعد انقضاء سنوات فيها, ويعلم السوريون أنهم شعب أراد العالم كله لهم أن يقتلوا ويحرقوا ويعذبوا في درعا وحلب وحمص وحماة والرقة ودير الزور وإدلب ليبقى الله معهم حين لايبقى أحد.
المركز الصحفي السوري _خاطر محمود