معاناة جديدة بدأت تتفاقم بريف حلب بعد إدلب بسبب وقف المنظمات الدولية دعم المشافي الصحية والمراكز والمستوصفات على قلتها في ظل تفشي الأمراض والأوبئة بين القاطنين على رأسها جائحة كورونا.
أبرز مشافي الأطفال بريف حلب خارج الخدمة
أوقفت مشفى الأطفال التخصصي في بلدة الغندورة بريف حلب خدماتها الطبية بسبب توقف الدعم المقدم من المنظمات المحلية والدولية عن المنطقة منذ أشهر.
وفي بيان منظمة الأطباء المستقلين الثلاثاء, أعلنت وقف دعم مشفى الأمل التخصصي لطب الأطفال في منطقة جرابلس وقسم الأطفال في مشفى محمد معاذ في اعزاز المعروف بالهلال الأزرق, عن الخدمة ابتداء من هذا اليوم الأربعاء بسبب توقف المنحة المخصصة للمشفيين ليقتصر عملها على التدابير الإسعافية للحالات الواردة دون القدرة على تقديم خدمات الاستشفاء بعد أكثر من شهرين من عمل الفرق الطبية بشكل تطوعي من بداية العام بسبب وقف دعم المنشآت الصحية.
أكثر من 9500 شخص أطفال ونساء يراجعون أقسام المشفى بالشهر
وفي أواخر العام ٢٠١٨ ساهم افتتاح مشفى الأطفال والنسائية في الغندورة في تخفيف المعاناة عن الأهالي الذين كانوا يضطرون لقطع مسافات طويلة للوصول لمدينة جرابلس لتلقي العلاج في مشافيها قبل أن تتحول, بحسب مدير المشفى رياض نجار في وقت سابق وجهة لأكثر من 9500 مريض يرجعونها شهريا بقصد تلقي العلاج في أقسامها الموزعة على الحالات الإسعافية, الحواضن المخبر, بالإضافة إلى قسم الولادات والعيادات الخارجية تتولى خدمات للأطفال والنسائية والداخلية.
فقر المنطقة بالكوادر والمراكز الصحية مقارنة مع حجم السكان يفاقم تفشي الأوبئة
ورغم الجهود التي قطعتها الحكومة التركية خلال السنوات الماضية بإعادة بناء منظومة صحية متكاملة في المنطقة للتخفيف من معاناة الأهالي بما فيهم مئات آلاف المهجرين الذين وصلوا للمنطقة, من ضمنها بناء ٨ مشافي وأكثر من ٦٥ نقطة صحية بريف حلب وادلب.
تبقى جهود الاستجابة للمتطلبات والخدمات المقدمة وفق مركز جسر للدراسات في كانون الماضي ضعيفة وتعاني من نقص حاد في البنية التحتية والمنشآت والكوادر العاملة لحصول المستفيدين على أدنى درجات الرعاية مع حسب تقرير الموقع, ٧٠٠ طبيب واختصاصي موزعين على ٢١ مشفى ضمن منطقة يقطنها اكثر من مليون و٨٠٠ ألف شخص.
مقارنة مع منطقة إدلب التي تعاني من نفس المشكلات من الناحية الطبية والخدمات المقدمة لأكثر من ٢ مليون و٨٠٠ ألف شخص يتلقون الرعاية على يد قرابة ١٥٠٠ طبيب موزعين ضمن ٥٦ مشفى.
مع ماتعيشه المنطقة التي تحولت في سنوات الحرب إلى بؤرة لتفشي العديد من الأمراض والاوبئة بسبب تفاقم وضع الخدمات وانعدام برامج الرعاية الصحية و خروج العشرات من مشافي الشمال السوري عن الخدمة بسبب القصف الممنهج , على رأسها انتشار مرضى اللشمانيا، قلة النمو والتقزم بسبب نقص التغذية إلى تفشي مرض التهاب القصيبات الشعرية, في المخيمات بعد لجوء الأهالي بحسب مديرية صحة إدلب في كانون الماضي، على استخدام وسائل تدفئة بدائية في ظروف البرد مع أكثر من ٦٠٠ حالة ترد مشفى الأطفال في ابن سينا لغرف الإسعاف خلال العاصفة التي ضربت المنطقة مؤخراً.
وصولا إلى جائحة كورنا ومتحور أوميكرون الذي بدأ وبحسب مديرة الصحة يتفاقم في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بعد نتائج فحوصات العينات على عدد من المصابين ليضيف معاناة من شأنها وبحسب فريق منسقو الاستجابة تعريض المنطقة لكارثة إنسانية تهدد أكثر من ٤،٤ مليون شخص بينهم أكثر من مليون ونصف مهجر في المخيمات، بعد توقف ١٨ مشفى منذ أيلول وتشرين عن الخدمة وخروج أقسامها عن الرعاية بسبب توقف دعم المنظمات.
تقرير خبري/ مجد سوري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع