احتج آلاف الإسبان عبر شرفات منازلهم، في ظل حالة الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا، من خلال النقر على أواني الطهي خلال كلمة وجهها الملك فيليبي السادس إلى الشعب الإسباني أمس، احتجاجا على فضيحة تتعلق بوالده الملك السابق خوان كارلوس.
واستجاب سكان وسط العاصمة مدريد إلى دعوة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مطالبين خوان كارلوس بالتبرع بملايين الدولارات التي أفادت أنباء بأنه حصل عليها من السعودية، لصالح قطاع الصحة الإسباني الذي يعاني صعوبات.
وعلت أصوات النقر على القدور والأواني حتى في أحياء مدريد المحافظة، وكادت تغطي على خطاب فيليبي الذي دعا فيه الإسبان إلى الاتحاد لهزيمة فيروس كورونا.
وقال الملك في كلمته “علينا الآن تنحية خلافاتنا جانبا.. علينا الاتحاد وراء هدف واحد وهو تجاوز هذا الموقف الخطير. وعلينا أن نفعل هذا معا.. بهدوء وثقة وبعزم وحيوية أيضا”.
كما ترددت أصوات النقر على أواني الطهي أيضا في شوارع برشلونة مساء أمس حيث دعت أحزاب انفصالية إلى الاحتجاج.
وقالت حركة ماس باييس اليسارية على تويتر “التصفيق يكون لمن يعتنون بنا.. والقدور هدفها أن تذهب أموال الفساد إلى قطاع الصحة”.
ويخرج الإسبان إلى شرفاتهم في ظل حالة الإغلاق لتحية العاملين في مجال الصحة في بلادهم التي تعد ثاني أكثر الدول الأوروبية تضررا بفيروس كورونا بعد إيطاليا. ولا يخرجون من منازلهم منذ يوم السبت إلا للضرورة.
وكانت صحيفة “لا تريبون دو جنيف” السويسرية قد كشفت في وقت سابق أن خوان كارلوس تلقى عام 2008 مئة مليون دولار من الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز على حساب مؤسسة بنمية في سويسرا.
وذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن الملك الحالي فيليبي السادس هو أحد المستفيدين من هذه المؤسسة.
لكن الأخير أعلن الأحد الماضي أنه تنازل عن ميراثه من والده وأنه قرر وقف المخصصات الرسمية للملك السابق.
كما قال القصر الملكي في بيان إن خوان كارلوس لم يخبر ابنه بمسألة الأموال السعودية.
وذكر القصر أن الملك فيليبي السادس أعرب في أبريل/نيسان الماضي أمام الكاتب العدل نيته “عدم القبول بأي ربح أو مشاركة من المؤسسة” البنمية.
يشار إلى أن خوان كارلوس (80 عاما) كان ملكا على إسبانيا طوال 38 عاما حيث تولى السلطة بعد وفاة الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو في 1975. وقد سمح بالانتقال من الحكم الدكتاتوري إلى الديمقراطية في العام 1977، ونجح في إفشال انقلاب عسكري على حكمه في 1981، لكنه اضطر إلى التخلي عن العرش في يونيو/حزيران 2014 لصالح نجله على خلفية فضائح.
ومعا اعتلائه للعرش، نأى فيليبي السادس العرش بنفسه عن والده في محاولة لتلميع صورة الملكية، بينما كانت الصحف تنتقد سلوك خوان كارلوس، لا سيما رحلة لصيد الفيلة في أفريقيا برفقة عشيقته، فضلا عن علاقاته المشبوهة بدول الخليج وعدم الشفافية بشأنه ثروته.
نقلا عن الجزيرة