من خلال شهادة نقدية مباشرة طرحها “غليون” تناولت الأداء العام لشخصيات سياسية وثقافية في المعارضة السورية.
وقال “غليون” في إطلاق كتابه الذي يحمل عنوان “عطب الذات.. وقائع ثورة لم تكتمل”: “حاولت أن أكاشف بكتابي الجديد الشعب السوري بوقائع وحقائق ثورتهم خلال الحقبة الماضية وأعتقد أن أكثر المستفيدين من الكتاب هم الجيل الصاعد والمنوط به خلق وقائع سياسية جديدة سترسم مستقبل البلاد”.
ربيع دمشق
في حديث خاص لـ”بروكار برس” قال “غليون في وصف الكتاب: إن “عطب الذات هو آفة الثورة، فالتعطش للمناصب والنرجسية في التعاطي والتنافس البيني بين القوى السياسية اللاهثة خلف مكاسب فئوية ومصالح حزبية ضيقة، كان الخنجر الذي طعن الثورة ووصل بنخبتها إلى ما هي عليه الآن”.
وأضاف “غليون”: أن “الكتاب بمثابة نعي لسياسيي المرحلة السابقة لا نعي للثورة، فالثورة مستمرة وحصائد عملها ستجنى في الوقت القريب وإن أبرز مكاسبها حتى الآن أنها كسرت حاجز الصمت الذي كرسه نظام الأسد وانقلب عليه السوريون”.
وشهدت فعالية إطلاق الكتاب نقداً تناول مضمونه وتوقيت إطلاقه، وأوضح “غليون” أن “الكتاب ليس الهدف منه نقد الساسة بقدر ما يهدف إلى توصيف الوقائع والاستفادة من الأخطاء لبناء خط جديد ربما يصل بالسوريين لشاطئ أمان”.
وأضاف “غليون”: كتابي الجديد ليس موجّهاً فقط لنقد الذات بل هو عبارة عن نقد للأداء العام لنا كسوريين في هذه المواجهة الكبرى، ووضع نضال هذا الشعب في إطار السياق الدولي والعالمي ومناقشة الخيارات المتعددة التي كانت أمام السوريين على ضوء التجربة التي مروا بها”.
وأشار “غليون” في كتابه الذي طوى قرابة (528 صفحة) وأصدرته الشبكة العربية للأبحاث والنشر في بيروت، إلى الخلل الذي شاب الحراك السياسي السوري، “الذي كان من المفترض أن يمثل حراك شعب ضحى بمئات الآلاف من الشهداء وملايين المهجرين والمبعدين والمعتقلين”.كتاب “غليون” بني على قسمين رئيسين: أولهما يسرد مسيرة الكاتب السياسية والأكاديمية مروراً بتجربة ربيع دمشق وانتهاء بقيام الثورة والسعي لإسقاط النظام السوري، وتجربة المجلس الوطني. أما القسم الثاني يتناول التحليل والشرح لما حصل في الثورة وتعاطي اللاعبين الخارجيين معها.
ولخص الكاتب “غليون” أداء السياسيين في الفترة الممتدة من 2011 إلى 2018 بالتزامن مع الذكرى السنوية الثامنة لانطلاق الثورة السورية بالقول: “خُنّا التاريخ فخاننا.. ومع ذلك، ليس موضوع هذا الكتاب تاريخ الثورة السورية، فتاريخ الثورة ينبغي البحث عنه في المبادرات والمسيرات والتضحيات اللامحدودة للأفراد، والجهود العبقرية لشباب التنسيقيات، وفي الإبداعات الفنية، وقصص التضامن والأخوة الإنسانية التي فجرتها المواجهة الواحدة، وفي روح المحبة والاتحاد التي أزالت جميع المخاوف والانقسامات، في مقاومة الهمجية، وفي عبقرية شعب جعل من التضحية بأبنائه علامة الانتماء لوطن الحرية والإخاء”.
المصدر : بروكار برس